
إسراء الموافي تكتب: هذا الحلم
استوقفتني جملة يرددها كثيرًا هي «سيب الناس تسترزق وتاكل عيش».. هذه الجملة سببت على مدار السنوات الماضية في طمس وتشويه بل واخفاء هوية الكثير من الأحياء الراقية على سبيل المثال «العتبة» وغيرها، حيث كان قديمًا حى راقي ثم تحول الى سوق كبير تملأه اشغالات الباعة حتى صار أمر واقع يصعب تغييره أو إزالته الآن.
أصبح السيناريو يتكرر في كل حي وشارع خصوصًا من بعد عام 2011 ظهرت فئة البسطاء الباحثين عن قوت يومهم من مناطقهم وبيوتهم مهرولين إلى الأحياء الحديثة كالتجمع وزايد وصار عددهم يزداد أكثر وأكثر أيضا بالأحياء القديمة الراقية كالمنيل والمهندسين وغيرها.
أصبحنا نرى عربات التين الشوكي والذرة والفول الحراتي وغيرها على مرئى ومسمع دون ظابط أو رابط والغريب عندما يشكوا الأهالى من تحويل شارعهم إلى سوق خضار وفاكهة وغيره من بعض اشغالات الباعة الجائلين، نجد من يقوم بالرد عليهم «سيبوا الناس الغلابة تسترزق».
فأنا احيانا اتضامن معهم، حقًا من منا لا يكد ويكدح من أجل لقمة عيشة خاصة في ظل ظروف الكورونا الصعبة، من منا فقد وظيفته ولم يجد بديل، فلماذا لا نفكر في مناقشة وتفعيل حلول بديلة تكون وسطية لهذة الفئة من اشغالات الأحياء سواء من يعمل لإيجاد قوت يومة لنفسه أو لأسرته.
من هنا جائتنى فكرة في إيجاد حل بسيط، ماذا لو كل رئاسة حي قاموا بإنشاء صندوق خيري صغير يجمع تبرع رمزي على سبيل المثال من خمسة إلى عشر جنيهات شهريًا، فمن الممكن تخصيص ربع هذا المبلغ أولا في المساعدة للحد من إشغالات الباعة الجائلين من خلال مساعدتهم وتوفير واستغلال الوقت والطاقة وتوجيهها إلى تعليم مهنة منتجة كالنجارة والحدادة وغيرها من الصناعات الصغيرة.
لماذا على سبيل المثال يتم تجهيز قسم مباشر في كل رئاسة حي على أن يكون تحت إشراف وزارة التضامن الإجتماعي، وبه صندوق خيري لفئة الباعة الجائلين باليومية لمساعدتهم ومناقشة مشاكلهم وحلها وتوجيه طاقاتهم وتحويل هذه الفئة إلى منتجة بدلا من فئة مهمشة بلا قيمة.
من منا لا يشقى ويتعب من أجل قوت يومه ولقمة عيشه أيًا كان مستواه المعيشي والتعليمي، كلنا سواسية نحيا ونعيش على نفس الأرض فمن الصعب أن نرى شاب في منتصف العمر يهدر ساعات اليوم في بيع التين الشوكي وغيره بالشارع ثم يكمل باقى يومه في الجلوس على القهوة ومن باب أولى استغلال هذه الطاقة في شىء مفيد ومنتج من وجهة نظري.
على الصعيد الأخر، ليس من الضرورى تشوية الشكل الحضاري، فما تبذله الدولة من بناء وتشييد وتطوير في المدن والعمران لا يتماشى مع تلك الاشغالات للشوارع والميادين احلم بمستقبل افضل لبلدي الجميلة المتطورة بلا عشوائيات أو اشغالات، يجب أن نغير من أنفسنا ونسيرعلى نفس خطى الدولة في التقدم والتطوير والبناء ونساعد في تطبيق القوانين من أجل مستقبل وحياة أفضل.
- د.مي القط تكشف أسرار تربية الأطفال من قلب الحضانة بأسلوب ساخر وواقعي
- حزب الجبهة الوطنية يعين الدكتورة داليا المتبولي عضوًا بالأمانة المركزية للإعلام
- نيرمين فاخر تكتب: مخاطر الإفراط في التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة
- بروتوكول بين جمعية المؤلفين والملحنين والبنك الأهلي المصري
- الجناح المصري يستضيف جلسة نقاشية حول فرص التصوير في مهرجان كان السينمائي