«رتوش».. طارق الشناوي يكتب: مطاردة (مراجيح)!!
كلما حاولوا إيجاد منفذ للتواجد الشرعي أوصدوا أمامهم الأبواب، هكذا صارت نقابتي الممثلين والموسيقيين (أيد واحدة) في مطاردة مطربي المهرجانات وفتايات (التيك توك)، بين الحين والأخر تعلن النقاباتان بيانات مشتركة عن حصيلة الخارجين عن القانون الذين استطاعوا ضبطهم وملاحقتهم جنائيًا.
يقولون أن تلك هي الطريقة المثالية حتى يتم ضبط الحركة الفنية بجناحيها التمثيل والموسيقي ، هل لا حظنا مثلا في السنوات الأخيرة أن المناخ الفني تغير للأفضل وعاد الانتعاش إلى سابق عهده ، أم أن الأمور باتت تسوء أكثر ؟
المشهد الحالي يقول أننا نتراجع بقوة (للخلف دُر)، أين هي الحفلات التي يقيمها اتحاد الإذاعة والتليفزيون لنري الفن كما يريدونه؟ هل يوجد فن شرعي وأخر ابن حرام ؟ والشرعية فقط هي التي تحظي بختم من نقيب الممثلين أو الموسيقيين، هل نحجر على ذوق الناس، أم نحاول أن نعيد ضبط الموجة الفنية ، هل يعترف سدنة الفن في بلادنا أنهم صاروا بعيدين عن وجدان الناس؟.
يدفعون دائمًا بحجة أن دورهم هو مواجهة الفوضى، وعلينا الانتظار حتى يتم تقنين الأوضاع، نقابة الموسيقيين صرحت قبل بضعة أشهر أنها ستضم مطربي المهرجانات في قسم أو شعبة _ أي ما كان المسمى_ وتجري لهم اختبارات وبعدها يتم التعامل القانوني معهم، وهو اقتراح صائب، بل أنا أضيف إليه أن تحصل النقابة منهم على نسبة أكبر من أجورهم بالمقارنة بأعضائها الأساسين، تذهب حصيلتها لصندوق المعاشات، وهو قطعًا ما سيساعد النقابة في ظل توقف الحال وتراجع الحفلات، مبدأ المنع والشجب، ناهيك على أنه يبدد الطاقة، إلا أنه كان وسيظل غير مجد، سوف يعثرون دائمًا على ثقب في الجدار الصلب ينفذون منه، مثلما غني مؤخرًا حسن شاكوش (دويتو) مع أحمد سعد، ولم تستطع النقابة سوي توجيه لفت نظر لسعد.
كل ما نراه من ظواهر ليس جديدا ، طوال التاريخ وهناك فن مواز شعبي بجوار الرسمي ، ودائما ما يلقي استحسان أو استهجان ومساحة الرفض أكبر، خاصة بين الأجيال الأكبر، التي ترى فيما يقدموه خروجًا عما تعودوا عليه، هذا من طبائع الأمور، ولكن لم يحدث أبدًا عبر التاريخ أن تمت المواجهة ،بكل هذا القدر من العنف.
الكل يعلم أن هناك نسبة من المقيدين في النقابات الفنية، تُشكل مع الأسف الأغلبية، لا يجدون فرصًا العمل، جائحة كورونا لعبت دور في زيادة عدد العاطلين، إلا أنه وحتى مع زوال الجائحة سيظل الأمر على ما هو عليه، يعتقد كُثر أنهم ستتاح لهم فرص العمل لو أغلقت كل الأبواب، أمام المنافسين، أتذكر في عام 2008 رفعت نقابة الممثلين شعار (جحا أولي بلحم ثوره) وكان يشغل موقع النقيب أشرف زكي، وبدأت في إصدار قرارات لتحجيم تواجد الفنانين العرب على أساس أن هذا سيفتح الباب للفنان المصري، وبالطبع سقط القرار في غضون أيام، لأنه كان يخاصم المنطق.
لدينا مع الأسف موهوبين توقف المخرجون عن الاستعانة بهم، وهناك أيضًا بين المطربين والملحنين والعازفين من صار بعيدًا عن الدائرة، ودور النقابات هو تذكير شركات الإنتاج بهم، لن تعيدهم أبدًا للعمل تلك القرارات، الطريق الوحيد هو تهيئة المناخ الصحي لتنتعش الحياة الفنية، الفنان اليقظ عليه ألا يتعالي على نجاح الآخرين، ولكن يبدأ في دراسته وتحليله واكتشاف الشفرة، هكذا مثلا تابعنا عمرو دياب يلتقط السر ثم ينقله بمفردات عمرو إلى ملعبه الفني.
لا تبددوا الطاقة في مطاردة ممثلة صغيرة مثل ( دينا مراجيح ) تؤدي مشهد أو أثنين ، عليكم أن تصنعوا مناخ صحي يسمح لكم بتدشين ملاهي عالمية وساعتها لن يرى أحد ( المراجيح ) !!
للتواصل مع الكاتب عبر الإيميل: tarekelshinnawi@yahoo.com
- بعد تلقيها إشادات السوبرانو أميرة سليم : “بنحب المصرية” تحية إجلال للمرأة.. فيديو
- في ختام ملتقى «ميدفست – مصر»..«ماما» أفضل فيلم و«بتتذكري» يحصد جائزة الجمهور
- اسعاد يونس تقرر عرض فيلم ” التاروت ” ليلة رأس السنة الميلادية
- مروان عمارة: في الفترة الأخيرة تغيرت النظرة حول الأفلام التسجيلية بعدما كانت تقريرية أكثر في الماضي
- د. أحمد أبو الوفا: تأثير الفن عظيم جدا وفيلم حرب الفراولة أبرز لنا خطورة الشعور بالملل