رأيك

ولاء الكومي تكتب: رحل وائل المصري وبقيت سيرته

لم أكن يومًا أتخيل أن أكتب هذا المقال ناعية شخصٍ عزيز على قلبي، بعد أن أصبح بين يد الخالق، أعلم تمامًا أن الموت علينا حق، لكن وائل المصري لم يكن مجرد مدير أعمال لفنانين فقطـ، لكنه كان صديقًا لجميع العاملين بالوسط الفني بكل ما تحمله الكلمة من مفاهيم الصداقة، فكان يساعد الجميع الصغير قبل الكبير ولم يكف عن مساعدة من يحتاجة إلى أن صعدت روحه النقية إلى خالقها.

تعاملت كثيرًا مع المرحوم «وائل» بحكم عملي في الوسط الفني لطبيعة البرامج التي كنت أقدمها، إلى أن أصبحنا أصدقاء، فكان الكثير من مديري أعمال الفنانين غير مؤهلين على حمل هذا المُسمى الوظيفي، فكثير منهم من كان يحكم مصلحة «نجمه» أو مصلحته الشخصية على أي شئ، وﻻ تجد منهم أي مساعدة الإ إذا كانت تصب في مصلحتهم أولًا، دون أدنى مسئولية من الأضرار الواقعة.

كما وجدنا بعض المغرورين والمتعاليين منهم، والذي ينطبق عليهم المثل الشعبي «شبعه من بعد جوع» ودون الخوض في تفاصيل ﻻ أحب ذكرها، كنت أتلاشى التعامل مع هؤلاء، بعد تجارب عديدة في العمل باستثناء أشخاص معينة منهم «وائل»، فكانت خيوط الصداقة تنسج دون أن نشعر بمواقفه وجدعنته ورجولته في الكلمة وغيرها من الصفات الحميدة.

«وائل» الذي كان دائمًا يصفني باﻹعلامية المتألقة، كان صديق مُشجع ومُساند ﻻقصى درجة، فكان شديد الحرص على أن يقوم بعمله على أكمل وجه، وكان صاحب كلمة ويقوم بالمساعدة حتى وإن كان المطلوب خارج اختصاصه كمدير أعمال، لكنه كان دائم الحرص على مساندة ومساعدة صغار الصحفيين والإعلاميين قبل الكبار، لذلك كان نتاج كل ما سردته حب جميع العاملين في الوسط.

الراحل وائل المصري

النعي وحده لا يكفي شخصًا خفيف الظل، تمتع بخفه دم وحس فكاهي، لكنه يستحق أكثر من ذلك بكثير.

«وائل» الذي رحل عن عالمنا بأزمة قلبية، عن عمر يناهز 47 عامًا، رحل عنا وهو في عز شبابه وتألقة تاركًا لنا وجع في قلوبنا لفراقه، لكنه ترك مع هذا الوجع ذكريات جميلة وبقيت سيرته العطرة، ليشهد ويتحاكي بها الجميع.

كانت أمي رحمة الله عليها تقول لي «الإنسان سيرة والسيرة أطول من العمر»، لم أعي هذه العبارة الإ بعد رحيلها، ورحيل بعض الأحباء والأعزاء من بعدها.. هذا ما كان عليه وائل المصري، وسيرته العطره، «أنت هتسيب إيه؟».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock