رأيك

«كلمـــتين ونــص».. أحمـد رمضـان يــكتب: سؤال سخيف إلى مدحت العدل «أنـت ابــن مــين فــي مصــر؟!»

«ابن مين في مصر؟!».. أشهر إفيه كوميدي للنجم الراحل سعيد صالح في مسرحية «هاللو شلبي» التي قدمت على المسرح لأول مرة في عام 1969، لم نكن نتخيل أن تفرض الجملة نفسها وبهذه المساحة من أجل التنمر البعض على البعض في مجتمع تخلى أغلبه عن مبادئ الاحترام المجتمعي والعلاقات الإنسانية الطيبة التي كان يعرف بها المصريين قديماً ومازالت توجد عن البعض الآخر ولكن بندرة.

هذه المقدمة ما هي إلا جرس إنذار لواقعة الدكتور والسيناريست مدحت العدل منذ أيام والتي تنمر من خلالها على النادي الأهلي الذي يشجعه فنان «بحبك يا حمار» المطرب الشعبي سعد الصغير، وأثارت تلك الواقعة غضب الكثير من أبناء النادي الأهلي وأنا واحدًا منهم، هل هي حقًا جريمة أن يشجع النادي الأحمر مطرب غنى للحمار، وبائع عرقسوس، وتاجر فاكهة، ودكتور جامعي، وبائعة فجل؟؟

وهل الدكتور مدحت العدل فرض آراءه على المجتمع بأن نشجع ناديه الأبيض حتى نكون أسوياء مثل الأديب نجيب محفوظ ونجمي الغناء الأشهر في تاريخ الأغنية المصرية والعربية وهما «الهضبة» عمرو دياب، و«أمير الغناء العربي» هاني شاكر؟؟

سؤال سخيف لدكتور مدحت العدل، هل نادي بحجم الزمالك لا يشجعه إلا صفوة المجتمع؟ إذا افترضنا حسن النية في هذا فمن أين أذًا أكتسب النادي قاعدته الجماهيرية في الشارع المصري من البسطاء والفقراء وعمال اليومية والموظفين والتجار والمشاهير؟ وهم السواد الأعظم من تلك الجماهيرية الواسعة التي حققها النادي خلال مشواره الكروي.

الفرق بين دكتور مدحت العدل وسعد الصغير لا شيء يميز الآخر عن الآخر، فكلاهما مصريان يحبان ناديهم كل منهما بطريقته الخاصة، ولكن ما قاله الأول ضد الأخير هو جريمة مجتمع بأكمله وجريمة تعليم وثقافة رسخت داخل أبناء هذا المجتمع نظرية أشهر إفيه في فترة السيتينيات والسبعينيات “أنت ابن مين في مصر؟!” رغم أننا جميعًا ابناء مجتمع واحد.

«كلمتين ونص» إلى دكتور مدحت العدل، إذا اختلفت مع شخص لا عليك بمعايرته في مهنته أو حياته الشخصية فهما واقع مفروض عليه الأول باختياره والثاني بمشيئة الله، ناقش وعارض أفكار من تنتقدهم دون التنمر عليهم أنك ابن النادي الأبيض الذي يشجعه المشاهير وصفوة المجتمع وأننا أبناء نادي البطة السوداء الذي يشجعه سعد الصغير صاحب أغنية الحمار، واعتذارك لسعد الصغير لا يهم الكثير لكن خطأك الأكبر هو مهاجمة نادي بحجم النادي الأهلي وجماهير ليس لديها تنمر لأن لديها روح البطولات وتعرف جيدًا روح المكسب والخسارة.

وبهذا التصرف العفوي قد تكون السبب في إحداث فتنة جديدة بين أبناء الناديين بتصرف صبياني غير ناضج يعيدنا جميعًا إلى تفريق المجتمع إلى فترة الستينيات والسبعينيات بين أسياد وعبيد، ودعنا نشجع اللعبة الحلوة دون النظر إلى مصالحنا الشخصية والبحث عن «أنت ابن مين في مصر؟!».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock