
«ليه مش 70 ولا 80».. تعرف على حكاية مقولة «في ستين داهية»

سحر شوقي
«في ستين داهية».. جملة تتردد على مسامعنا بشكل يومي عندما تكون غير مهتم لخسارة شيئًا أو شخصًا وهي إشارة إلى عدم الاهتمام واللامبالاة على ما فقد أو ضاع.
ولكن هل تساءلنت لماذا نقول في 60 داهية مش 70 ولا 80 ولا أي رقم تاني، لذلك رجعنا بالزمن غلى الوراء لنأتي بأصل هذه المقولة الشهيرة والتي نرددها في الكثير من الوقت لنهون على أنفسنا ما فقدناه.
وتعود أصل مقولة «في ستين داهية» إلى اليمن ويقال إن قائلها هو الصحابي اليمني «قيس ابن مكشوح المرادي» ويعود أصل هذه المقولة إلى ما قبل دخول اليمنيين الإسلام، وكانت دائمًا تقوم معارك بين قبيلتين وهما قبيلة «مذحج» وقبيلة «همدان الجوف» وكانت الغلبة والإنتصار دائمًا لقبيلة مذحج وكانت تهزم قبيلة همدان دائمًا، فأستعانت قبيلة همدان بالفرس ورتبوا خطة للقضاء على مشايخ مدحج والانتقام منهم.
وطلبوا قبيلة همدان من مشايخ مذحج اللقاء للتحاور بدون حمل سلاح وكانوا قبيلة همدان رتبوا مع الفرس مكيدة لقتل مشايخ مذحج وغدر همدان بهم وقتل ستين شيخًا من كبار مشايخ مذحج، وكانت الواقعة في منطقة الجوف في الحدود القبلية من همدان ومذحج التي تسمى حاليًا بالمجزرة التي أُرتكبت بحق مشايخ مذحج فتفرقت قبيلة مذحج وهرب قيس ابن مكشوح.
وبعد إسلام الشعب اليمني تذكر قيس ابن مكشوح غدر همدان والفرس بمشايخ قبيلته بالتعاون مع الفرس وسعى للانتقام منهم والأخذ بثأرهم فاطبق الحصار وقتل كل من ينتمي إلى الفرس أو همدان الجوف حيث ازداد عدد القتلى من قبيلة همدان.
الأمر الذي جعل الكثيرون يحاولون التوسط لدى قيس ابن مكشوح معاتبين له عن كثرة القتلى والخراب، فأجابهم قائلا: «في ستين داهية» أي يعني بهذه المقولة أن كل هؤلاء الضحايا والخراب ثأرًا «لستين داهية» وذلك كتبرير لموقفه حينها، ولكن مع الوقت تم تحريف هذه الكلمة في وقتنا هذا والتي أصبحت بمعنى عدم الإهتمام واللامبالاة.