«رتوش».. طارق الشناوي يكتب: من المحيط للخليج !!
كثيرًا ما يستخدم العرب في السياسة تعبير (من المحيط للخليج) ويفشلوا في تحقيقه، بينما في دنيا الغناء يسعى هاني شاكر نقيب الموسيقيين إلى تطبيقه، وتطهير ربوع الوطن العربي من مطربي المهرجانات ومحوهم بـ(أستيكة) من كل العواصم والمدن والقرى العربية.
قامت الدنيا ولم تقعد ولا تزال في حالة قيام، منذ فبراير الماضي، بعد أن غنى حسن شاكوش مقطع في (بنت الجيران ) جاء فيه (ح اشرب خمور وحشيش) تم تعديله إلى (أتوه ومش ع أعيش)، ولم تنته الأزمة لأن المقصود هو قطع دابر كل هؤلاء المطربين في الداخل والخارج، وكأن هاني شاكر وأعضاء نقابة الموسيقيين بينهم ومطربي المهرجانات ( تار بايت).
المؤكد أن الأمر ليس له علاقة بالحفاظ على سمعة مصر ولا محاربة الإسفاف والتردي كما يرددون دائمًا، ولكنه يدخل في إطار الغيرة من النجاح الجماهيري الطاغي الذي حققه هؤلاء، بينما بات قطاع وافر من المطربين الذين نصفهم بالرصانة خارج نطاق الخدمة.
لم تكن المرة الأولى التي نسمع فيها كلمات أغاني بها تجاوز لفظي، الفارق أن الناس كانت قادرة أيضًا في الماضي على التجاوز، ألم يلحن عبد الوهاب لمحمود شكوكو (يا جارحة القلب بإزازة لماذا الظلم ده لماذا؟)، وغنى أيضا عبد الوهاب (الدنيا سيجارة وكاس)، و(فيك عشرة كوتشينة في البلكونة/ لاعبني عشرة إنما برهان).
الأرشيف الغنائي المصري متخم بالكثير مما نصنفه بأنه خارج الصندوق، من الإبرة للصاروخ بدأنا بالعيون (وعيون الحليوة ياعيني بحر من الحنان)، وللرموش (رمش عينه إللى جارحني رمش عينه)، وللشفايف (أنت الكاس وشفايفك خمرة)، وللخدود ( يابتاع التفاح لون تفاحك راح في خدود ست الكل) وللنهود (يابتاع الرمان رمانك غلبان بص علينا وطل)، وللقفا بشعر الستاموني (القلب منك مليان جفا وضاع معاك كل الصفا أه يا قفا يا قفا).
ووصلنا للكعب ( كعبه محني) ونزلنا للشبشب( يا شبشب الهنا ياريتني كنت أنا) حتى القبح تغنينا به (عاجباني وحاشته وحاشته عاجباني) إلى الخطوة (عليكي خطوة يا نعيمة لو شافها مخرج في السيما / يعمل لك فيلم عليه القيمة ) وبالمناسبة نعيمة هي أستاذة للأدب الفرنسي وزوجة مؤلف تلك الكلمات الشاعر حسين السيد، أراد مغازلتها علنًا وعلى رؤوس الأشهاد.
أعجب أغنية هي تلك التي غناها عبد المطلب متغزلا في الحشيش كتبها عبد المنعم السباعي (بياع الهوا راح فين)، في الأوراق الرسمية بالإذاعة مكتوبة ( الهوي) أي الحب وليس ( الهوا) الذي هو الاسم الحركي للمخدرات، وتحديدًا الحشيش، إلا أنها عبرت بالضبط عن لحظة فارقة في حياة الشاعر، عندما ذهب إلى مكان في حي (المنيرة) كما تعود، لشراء جرعة الحشيش تكفيه هو وأصدقائه أسبوعيًا حيث أن القاعدة المطبقة بينهم، تقضي أن يتبادلوا فيما بينهم إحضار المطلوب، كان بائع المخدرات معروف في تعامله مع الزبائن بالأمانة، وأكتسب درجة مصداقية وحب لأنه لم يغش أبدا في البضاعة.
أكتشف السباعي أنهم ألقوا القبض عليه، فكتب (بياع الهوي) وليس الهوا، حتى لا تمنع الرقابة تداول الأغنية، رغم أنها بالياء تعني (القواد) فهو الذي يبيع الحب للزبائن، ولكنها عدت على الرقابة ، تابعوا الكلمات (بياع الهوا راح فين / يا مسهر دموع العين / بياع الهوا محتار /وبكاس الحبايب دار /بيسقيهم حلاوة بنار).
الحشيش يلزمه النار دائمًا فلا يمكن التعامل معه في كل أوجه التعاطي إلا على هذا النحو وهكذا جاء تعبير ( يسقيهم حلاوة بنار).
الأغنية لحنها محمود الشريف واكتسبت قبل ستين عاما شهرة عريضة في الشارع ولا تزال ، وعبد المطلب قبل رحيله أشار إلى تلك الحيلة التي عدت على الرقابة فلم تلحظ أنهم يغنون للحشيش ، لا أصدق الخطاب المعلن بأن مطاردة هؤلاء المطربين من المحيط للخليج دافعها الوحيد كما يروجون مطاردة الإسفاف ولا شيء غير الإسفاف ، للحقيقة وجوه أخرى !! .
- بمشاركة 12 فنانا عالميا وحضور وزراء وأكثر من 200 شخصية عامة عالمية..انطلاق النسخة الرابعة من معرض «الأبد هو الآن» بمنطقة الأهرامات
- ملتقى القاهرة السينمائي يعلن عن المشاريع المشاركة..18 مشروعا من 10 دول فى ملتقى القاهرة السينمائي
- برئاسة دارين حطيط.. إطلاق أيام هوليوود للصناعة ضمن الدورة الرابعة لمهرجان هوليوود للفيلم العربي
- للمرة الأولى..مشاركة مصرية في أكبر معرض للمحتوي السينمائي والتليفزيوني بفرنسا
- مغامرة جديدة لأحمد خالد صالح مع “الفستان الأبيض” بالجونة