Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
رأيك

إسراء الموافي تكتب: بين الرضا والكمال

دائمًا ما أحب التعمق والتفكير في تفاصيل الحياة سواء كانت خير أم شر، أتأمل الناس والشوارع والجدران والشجر والسماء، أحب أن أتابع وأحاور وأقارن، فقد بات أن نسمع ونشاهد يوميًا كل جديد وتتوالى المفاجأت سواء كانت إيجابية أو العكس، وأنا كعاداتي دائمًا أحب التحليل والإهتمام بالتفاصيل الحياتية واليومية.

ترددت كثيرًا بل ومنذ سنوات في الكتابة عن ظاهرة البحث عن الكمال ولكن بات الأوان أن نتناقش سويًا نظرًا للإزدياد بين الرضا والبحث عن الكمال، فهذه هي طبيعة الإنسان إما أن تكون راضي قانع وإما أن تبحث عن الكمال مهما أخذت من عطايا وهدايا الكون تقول هل من مزيد؟!.

هذه طبيعة البشر ولكن ليس كل البشر حيث يوجد الكثير ينعمون بصفة الرضا والقناعة وراحة البال إذا نظرنا إلى مثال صغير مثلا، حارس العقار وزوجته وأولاده القادمين من الريف يسكنوا حجرة صغيرة يرتدون ملابس بسيطة ويأكلون الطعام القليل، حينما كنت اتأملهم صباحًا ومساءً كنت أرى السعادة والابتسامة والقناعة والرضا رغم بساطة حياتهم هم يعملون ويتعلمون ويكدون ويسعدون بكل كبرياء المتواضع وعزة النفس.

تعالوا معي نصل إلى الطبقة المتوسطة والغنية ، سنرى كل وسائل الراحة والرفاهية في جميع الأماكن كالتلفاز والبلاي ستيشن والهواتف المحمولة والسيارات وغيرها من الرفاهية، ولكن أين الرضا والقناعة والسعادة، بل بعضهم يتجه إلى موارد غير مشروعة بحثًا عن المزيد فكل شخص يملك مميزات وأشياء تميزه عن غيره ولكنه ينظر في ما لا يملكه.

رأيت رجالا وسيدات تعيسات رغم كل وسائل الراحة والرفاهية والمال والأولاد والصحة والرزق، هن لسن راضون يبحثن وراء سراب الكمال أيضًا في ما لا يملكن ربما بسبب الفراغ الكوني، أنا لا أعلم، أنه البحث وراء الكمال يا سادة.

وعلى الصعيد الأخر يوجد مثلهن يملكون نعمة الرضا، فالقضية هنا نسبية ولا تعمم فظاهرة عدم الرضا والبحث وراء إشباع النفس بغريزة حب الكمال أصبحت منتشرة وليس لها حل أو دواء سوى التحاور وتقديم الصيحة والرجوع إلى القيم ومبادئنا القديمة.

في النهاية أود أن أقول أن نعم الله كثيرة لا تعد ولا تحصى وأن الكمال لله وحده والرضا والقناعة بالمقسوم هو مفتاح الحياة والسعادة معًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock