رأيك

«رتوش».. طارق الشناوي يكتب: ح تقابل ربنا بإيه يا عُبد؟

في واحد من تسجيلات د. مصطفي محمود التي تملأ (السوشيال ميديا)  قال أنه في وقفة مع النفس تسأل كيف أقابل ربنا، هل تشفع لي الكتب التي أصدرتها  على مدار حياتي، أم أن على الإنسان أن يفعل شيء أخر، وتوجه بالسؤال إلى صديقه الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، وسأله ( يا عُبد) كما كان يناديه:(ح تقابل ربنا بإيه وأضاف ساخرا ب ( بلاش تبوسني في عنية)  ولا ( الدنيا سيجارة وكاس) ولا  ولا؟.

كما يبدو من السياق أن د. مصطفي يرى أن الفن  ذنب يستحق أن يسارع الإنسان بإعلان تبرؤه منه، قبل أن يمضي به  قطار العمر، وعليه أن يقدم أشياء أخرى موازية  من أفعال الخير، لتصبح بمثابة الحسنات التي  يذهبن  السيئات، وينهي حياته بعد أن استقام وتاب وأناب، د. مصطفي كان يرى أن هناك فارق بين  الأقوال والأفعال، والكتب التي أصدرها مجرد أقوال.

عبد الوهاب قال الفن شيء عظيم ويغير حياة الناس للأفضل، وهذه هي الأفعال  كما يراها موسيقار الأجيال، الذي قدم الكثير وأبدع في كل الأنماط العاطفي واالديني والوطني، وجاء رد د. مصطفى الأغنية التي تنجح تحصل منها على الكثير في الدنيا أدبيًا وماديًا، فهل تتقاضى عن الأغنية الأجر مرتين دُنيا وآخرة؟!.

عبد الوهاب لم يقتنع، فهو منذ طفولته المبكرة كان من دراويش مقام (سيدي الشعراني) وحفظ  الكثير من آيات القرآن، إلا أنه كثيرًا ما هرب بعيدًا وشارك بالغناء مع إحدى الفرق الموسيقية، وكم تلقى من ضربات ب(الفلكة) وهي أحد  أدوات التعذيب في الماضي، حيث كان شقيقه الكبير الشيخ حسن ينهال عليه بالعصا على قدميه، لعدم انتظامه في الحضور إلى الكُتاب  لحفظ القرآن،  بعد أن اكتشف هروبه  الدائم لإحياء الحفلات باسم حركي محمد البغدادي.

ربما لا يعلم الكثيرون أن محمد عبد الوهاب كان من بين أحلامه_ والغريب أيضًا أنه كان من بين أحلام أم كلثوم _  تسجيل القرآن كاملا  بصوته، ومع الأسف لم يتحمس الأزهر الشريف لمنح أي منهما التصريح، ولكن هذا لم يمنع عبد الوهاب وأم كلثوم من تسجيل بعض آيات قرآنية.

ومع الزمن ترددت أسماء عدد من المطربين مثل على الحجار ومحمد الحلو لتسجيل القرآن وأيضًا لم يوافق الأزهر، السبب لا يتم إعلانه، ولكن من الممكن أن نستنتجه أن المطرب الذي غنى  للحب والهجر والصد، برى رجال الأزهر أنه لا يجوز أن يسمحوا له بتسجيل القرآن، لم تعلن أي جهة دينية هذا الرأي ولكن هكذا من الممكن أن أقرأ المشهد.

على الجانب الأخر عدد من قراء القرآن الكريم ، تكتشف أنهم دارسين أصول الغناء، ومن المعروف أن قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت كثيرًا ما كان يدندن بأغنيات للأصدقاء إلا أنه رفض أن يتم تسجيلها.

أتذكر أن الراحل نبيل محمد فوزي وكان مهندس ولواء بالقوات المسلحة روى لي أنه ألتقي الشيخ  الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية الأسبق وسأله هل يدخل أبي محمد فوزي الجنة؟

أجابه أبوك أسعد الناس بأغنياته وسيدخل بإذن الله الجنة، فرد نبيل ولكني شاهدته يا مولانا في الحفلات يحتسي الخمر؟ أجابه: هل تأكدت أنه يشربها أم فقط يرفع الكأس؟ أجابه كان يشارك زملاؤه الفنانين الحفلات، وجاء رد الشيخ  المفتي الأسبق، من الممكن أن يجاملهم ولكنه بالضرورة واليقين ربما لم  يشرب، وطلب منه في نهاية اللقاء أن يرسل له أغاني والده، وهو ما فعله نبيل سعيدًا، واعتقد أنه فقط يريد أغانيه الدينية والوصفية والوطنية إلا أنه فوجئ بمكالمة من الشيخ علي جمعه يسأله وأين أغاني فوزي  العاطفية؟.

 ووصلت الرسالة الفنان يقدم للناس إبداعه وفي كل المجالات، وسوف يقابل ربنا وهو مطمئن لأنه أسعد في حياته قلوب الناس !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock