«كلاكيت».. فايزة هنداوي تكتب: إحياء تراث سيد درويش علي مسرح «البالون»
على الرغم من أهمية سيد درويش، ودوره الكبير في تجديد الموسيقى المصرية، إلا أن أجيالا كثيرة من غير المتخصيين لا يعرفون قدره وتأثيره في تحويل الموسيقى والغناء من مجرد حالة طربية إلي معبر عن آمال الشعب وطموحاته الاجتماعية والسياسية.
وقد ساهم فيلم «سيد درويش» الذي أنتج عام 1966 من إخراج أحمد بدرخان وبطولة كرم مطاوع وهند رستم، في تعريف الجمهور بهذا الموسيقار العظيم، ونال جائزة أحسن فيلم من مهرجان المركز الكاثوليكي في مصر في عام 1967، إلا أن الفيلم مع الوقت تراجعت نسب مشاهدته في التليفزيون، بعد ظهور الأفلام الملونة.
وتواري الإهتمام بسيد درويش لفترة طويلة، إلى أن ظهر حفيده المطرب إيمان البحر درويش، في ثمانينيات القرن الماضي، وأعاد إحياء تراث جده الغنائي، وبقدر ما استفاد إيمان البحر من أغاني جده التي ساعدت علي انتشاره، بقدر ما لعب هو دورًا كبيرًا في إحياء تراث سيد درويش، وأغانيه التي أصبح الشباب والأطقال يرددونها، تأكيدًا على أنها مناسبة لكل زمان ومكان، فقد كان سيد درويش سابقًا لعصره في التجديد الموسيقي.
وبمرور الوقت أيضا، ومع ظهور أجيال جديدة من المطربين وأنواع جديدة من الغناء، تراجعت أغاني سيد درويش من علي الساحة، من هنا تتجلي أهمية عرض مسرحية عن سيد درويش علي مسرح البالون ، فالفن أقدر من مئات البرامج والندوات علي تعريف الشباب بهذا الموسيقار المتفرد.
عرض «سيد درويش» يقدمه قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية بوزارة الثقافة الذي يرأسه الدكتور عادل عبده، وهو من إخراج أشرف عزب، الذي نجح في خلق حالة استعراضية مبهجة، وقام بالبطولة ميدو عادل ولقاء سويدان.
وكان ميدو عادل قد قدم من قبل عدة أعمال تليفزيونية ناجحة ولكنها المرة الأولى التي أشاهده فيها على المسرح، الذي يعد اختبارًا حقيقيًا لقدرات أي ممثل، وقد نجح ميدو في هذا الاختبار، فهو بجانب الموهبة يمتلك الحضور، والثقة التي أهلته لأداء دور سيد درويش، وتقديم الاستعراضات التي صممها مصمم الاستعراضات رفيق كمال وكانت ملائمة للعرض، أما لقاء سويدان فتألقت في دور جليلة العالمة التي أحبها سيد درويش لما لديها من إمكانيات استعراضية وغنائية، وكذلك كانت رشا سامي مناسبة تمامًا في دور «حياة» الحبيبة الثانية لسيد درويش.
ونجح سيد جبر في إضفاء مسحة كوميدية في دور كراوية “عامل القهوة” الذي يدعم سيد درويش، ولكن خروجه عن النص كان مبالغا فيه بما لا يتلائم مع مسرحية تدور أحدثها في زمن مختلف تماما.
الديكور الذي صممه محمد عبد الرازق كان بسيطًا وسهل التغيير على المسرح، وساهم مع الملابس التي صممتها نجلاء الفقي في التعبير عن القترة الزمنية بإختلاف الأماكن، وقد ساعد إستخدام المخرج ضياء داود للشاشات السينمائية في الخلفية على الإحساس بجو الإسكندرية من خلال البحر والأمواج المتحركة، مستفيدًا من التكامل بين الفنون المختلفة.
تناول المؤلف سيد إبراهيم سيرة سيد درويش بداية من عمله كعامل بناء، وعلاقته بأسرته وقصة حبه لجليلة العالمة، ولقاءه الأخوين أمين وسليم عطا الله، وسفره إلى الشام عام 1908، ثم عودته إلي القاهرة قبل سفره مرة أخرى إلي الشام بعد تعاقده مع الأخوين عطا الله، حيث أصبح فردًا من فرقتهم الموسيقية، ثم انطلاقته الكبري في القاهرة وتلحين كافة روايات الفرق المسرحية في شارع عماد الدين أمثال فرقة «نجيب الريحاني»، «جورج أبيض» و«علي الكسار»، ودوره الكبير في مناهضة الاحتلال الإنجليزي ودعمه لثورة 1919 وسعد زغلول.
وقدم العرض عدد كبير من أغاني سيد درويش بإختلاف مقاماتها وقوالبها بعد أن أعاد حمادة الحسيني توزيعها.
وقد كان القائمون على العرض موفقون في إختيار أغنية «محسوبكم أنداس» لختام العرض، فهي من أكثر أغاني سيد درويش التي يحيها الجمهور ويرددها.
- أسماء الصغير تكتب : رحلات بلا حقائب
- أمير كرارة مفاجأة الحلقة الثامنة من مسلسل “ديبو”
- لتمكين ذوي القدرات الخاصة…برعاية وزارة الشباب والرياضةمؤسسة تشانس تقيم ماراثون رياضى بالدراجات لتكريم نخبة من ابطال الرياضة فى مصر
- “أنف وثلاث عيون” ينافس بمهرجان الفيلم العربي بفاميك
- الأحد: فرقة “أنغامنا الحلوة ” وعيد الفلاح وأمسية شعرية ضمن فعاليات وزارة الثقافة