رأيك

«حواديت».. حمدي حمادة يكتب: الفرفور.. الكركور.. العجور.. والكل بيلف ويدور

أنا من مواليد بدايات جيل الخمسينيات جيل ثورة ٢٣ يوليو الذي تربى على الأدب والوقار والتقدير والإحترام وعشق الوطن والتغني بأحلامه وأمجاده.. وعقب حرب نكسة ١٩٦٧ وكنا في المرحلة الإعدادية فكان يروق لنا أنا وشله الأصحاب الذهاب للقناطر الخيرية لنتنزه في الحدائق الغناء ونقوم بتأجير عجلات السبق وكانت ساعه التأجير بخمسه قروش فقط لاغير.

نجري ونمرح ونسعد ونفرح.. ولأننا من أهل البندر والبعض كان من أهالي القرى كان يلفت إنتباهنا رؤية البنات الفاتنات وهن يقدن الدراجات وكان الشعر الحرير على الخدود يهفهف والوجوه ناضرة وباسمة وزي القمر!

ولكن لم نلمس المياعة أو الخلاعة، ولم نجرؤ على المشاكسه أو المعاكسة، وكان العرق يتصبب إذا رمقتك الفتاه وصوبت عينيها إليك وكأنها السهام التي تخترق قلبك وكان النبض يزداد! وما أعنيه مما أرويه وأحكيه أن التعامل بالأدب كان طبيعه متأصله لأنه إذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتمًا وعويلا وكما قال شاعرنا العظيم أمير الشعراء أحمد شوقي: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا!

والآن نجد الفجور والفسوق والمياعه والشخلعة من كلا الجنسين لإنعدام التربية والإنحلال الأسري وآه ياقهري! واللي ناقص أن يضع الشباب الخليع والمرقوع الروج على شفايفه والماكياج على خدوده! حتى البنات بتتقمع وناقص تتقمص وتمشي على واحده ونص لتلفت نظرك لتشاهد وتبص! طبعًا ليس كل البنات والفتيات لأن هناك المحترمات والمؤدبات.

وجيلى كان يتذوق الفن والغناء الجميل وبلا إسفاف وتشربت آذاننا موسيقى وآلحان التراث وشدو أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وليلى مراد وعبد الحليم حافظ وشهر زاد ومحمد عبد المطلب وكارم محمود وعبد العزيز محمود وهدى سلطان وشادية وشريفة فاضل التي غنت للفلاح اللي كان ماشي جنب السور وشافها وهيه بتجمع الورد في طبق بنور! والآن تجد الفرفور والكركور والعجور والكل بيلف ويدور!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock