رأيك

«حواديت».. حمدي حمادة يكتب: في اليابان.. رأيت البرهان

من السفريات المحفورة في ذاكرتي زيارتي لليابان.. وكانت الدعوة مفاجأة لي.. يومها تلقيت مكالمة تليفونية من صديقي العالم الأثري الكبير الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، بأنني مدعو لحضور إفتتاح معرض للآثار المصرية التي اكتشفها أستاذ المصريات الياباني والمغرم والعاشق للآثار المصرية والذي أحب وتزوج أيضًا مصرية!

وعلى الفور جهزت الأوراق للحصول على التأشيره وحصلت عليها بالترحاب وبدون تكشيره! وجهزت شنطه السفر وتوجهت بالطبع للمطار وأنا سعيد ومبتهج وفرحان للحاق بطائره الساعه سته ونص مساءً وفي رحلة طيران مباشر ودون توقف ولمدة ١٢ ساعة متصلة بالتمام والكمال على طائرة مصر للطيران، وكانت رحلة رائعة وعلى مقعد فرست كلاس!

وعلى متن الطائرة تطلب ما تشاء وما لذ وطاب من الأطعمة، فتجد الإستجابة الفورية وبدون تباطؤ من مضيفات جميلات ووقورات.. ولأن الرحلة طويلة ومن خلالها تعبر الأجواء المتوسطية والروسية والصينية والكورية إلى أن تصل لبلاد الشمس المشرقة.

وأول ما هبطت الطائره توجهنا للجوازات تمهيدًا للمغادرة، وكان لابد من أخذ بصمه العين وكان ذلك في عام ٢٠٠٩.. إجراءات تمت من قبل ضابطات يابانيات تشرق وجوههن بالبسمات وبدون تكشيرات!

لم نمكث أكثر من ربع ساعه وتوجهنا مره أخرى لصاله الوصول ووجدنا الحقائب وحملناها واستقبلنا المرافق الياباني الذي يجيد النطق باللغة العربية، وإنطلقنا لنستقل الباص والتوجه لفندق الإقامه وكانت بالدور الـ٢٤ وبمنطقة رائعة بقلب طوكيو.

ورغم إزدحام الشوارع بأرتال السيارات تجد المرور منتظمًا وليس متباطئًا كما هو الحال في مصرنا المحروسة التي أصبحت زحامها حووووسه! لم أشاهد زجاج سياره ملحوسه ولا دخان خارج من شكمان سياره لأن السيارة الياباني مش مشخرمه أو خرمانه ومش كمان سكرانه!

وأنا لا أنسى عندما تعرض أحد المرافقين في الرحلة لتعب مفاجئ، وعلى طول إتصلنا بإستعلامات الفندق وفي أقل من دقائق صعد لغرفة مرافقنا المسعفين وحملوا مرافقنا على النقالة وطيران على الأسانسير وهبة على سيارة الإسعاف على طول.

وتطلق السياره السارينه وتسير دون أن تجد عائقا رغم الزحام ولا يجرؤ أى قائد سياره أن يتحرك على الخط المحدد لسيرها وخلال دقائق وصلنا للمستشفى وكنت أظنها فندقًا! لم أجد بوابه أو جنزير مانعًا للتخطى وشاهدت الزهور والخضرة على الجانبين ولم أشاهد مريضًا راكضًا على الأرض أو واحد بيسنده!

المهم دخلنا المستشفى والمسعفين سارعوا بتوصيله لمكان الكشف والعلاج وطبعا إنتظرنا في الصالة ولم تكن صالة.. كانت كافتريا جميلة ومساحتها كبيرة وبإمكانك أن تتناول مشروبًا باردًا أو ساخنًا.. لم تمض سوى ٢٠ دقيقة وعاد مرافقنا متعافيًا من وعكته على أن يعاود في الغد.. لم يطلبوا مليمًا واحدًا إلا بعد أن ينتهي الفحص والإطمئنان في اليوم التالي ولم نكتب تعهدًا.

وفعلا ذهبنا في اليوم التالي وإستكمل مرافقنا العلاج وسدد ٣٠ ألف ين ياباني.. والـ ١٠٠ دولار تعادل عشره آلاف ين وقتها.. يعني عربية إسعاف وفحص وأشعه وأدويه بنكله! ولا يمكن أن أنسى يوم ركوب المترو الياباني.. غايه في البهاء والروعة.. حتى جوانبه الإعلانيه جاذبة وكأنها شاشات سينمائية.

وكل راكب إما مستغربا فى قراءه كتاب أو جورنال وملقتشى حد بيرغى مع إللى قاعد جنبه.. تسمع فقط كلام كالوشوشه أو الهمهمه فوجدتني أتحدث مع أحد رفقاء الرحلة مبديًا إعجابي رغم أن كلامي كان بصوت هادئ وبدون إنفعال وعلى الفور وجدت معظم الركاب يلتفتون نحو مصدر الكلام إللى هوه أنا!

ظننت أنني إرتكبت جرمًا ولكن حتى الكلام بهداوة عند اليابانيين إزعاج! ورغم أنني لم أتقمص طبيعه كلام حوش بردق ولا كنت فتوه زى فتوايه الجيزه اللى خلدها عمنا الراحل محمود السعدنى فى كتاباته وأعنى بها سكسكه .. الحياه فى اليابان مش مبرجله ولا مهستكه!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock