رأيك

حياة الدرديري تكتب: البحث عن فضيحة

حكاية جديدة أعزائي من حكايات حياة، وهذه المره تحديدًا عاش الكثير منكم معي فيها لن أحكي تفاصيل مزرية لحاله طارئة تعرضت لها مثلي مثل أي كائن حي يتعرض لحدوث حالة تسمم له سواء من وجبة فاسدة أو أدوية خاطئة وما أكثر ذلك.

ولكن وأنا أكتب هذا المقال تلمع حالا في رأسي كيفية صناعة التريند بل وكيفية التفاعل معها من قبل المتلقي، كونك شخصية عامة أو معروفة الوجه أو الاسم أو حتى كنت مغمورًا لا يعرفك سوى بائع الأنابيب في المنطقة يمكن في لحظه تصبح تريند للبحث لمعرفة تفاصيل إشاعة ما أو فضيحة ما وغيرها.

بل الأكثر من ذلك أنه اصبح هناك صنف بشري جديد، نعم صنف بشري يسمى بعبيد التريند يسعى أو تسعى لذلك بفعل فاضح أو لبس فاضح أو جملة غير لائقة يتم تداولها عن طريق فريق تم الاتفاق معه مسبقًا كشركة «سوشيال ميديا» تساعد على التسويق، بعيده أنا تمامًا عن هذه المنطقة بعد السماء عن الأرض.

ولكن دائمًا هي الحياه تلعب معك هذه اللعبة الذكية والخبيثة وتعطيك مالا تريده وتحجب عنك ما تحبه وله في ذلك حكمة، وأصبحت تريند جوجل للبحث في ساعات معدودة؛ لأن هناك من أطلق شائعة انتحاري بصبغه شعر قميئة.

أحب أنا صبغات الشعر نعم، ولكن ليس لهذه الدرجة، ولكن.. لماذا أصبحنا هكذا ومتى ومن فعل بنا ذلك؟ كيف أصبحت السوشيال ميديا بديلا مملا لحياة كاملة؟ كيف ومتى ولماذا أصبح هناك عبيدًا لتريند ومتابعين يبحثون فقط عن فضيحة أو أسرار أو حتى كلمه لأحدهم قالها دون قصد فتصبح حديث المدينة؟

كيف غفلنا جميعًا ودخل بيوتنا هذا الخبيث الذي يديرنا عن بعد.. يتحكم في مزاجك بل الأدهى والأمر أنه يعرف فيما تفكر، هكذا انتحرنا جميعا انتحارًا جماعيًا مع سبق الإصرار والتعمد، بل ونترك أبناءنا صغارًا لا تتعدى أعمارهم السنوات الخمس فريسة هذه الشبكة التي انتحرنا كجيل كامل بها؛ لتعبث بعقولهم وتقوم بتكوين أفكارهم واختياراتهم بل وثوابتهم.

أصبح أقصى طموحنا البحث عن فضيحة، وآخر أمانينا مشاهدة مقطع فاضح لأحدهم، لم تنتحر حياة الدرديري وحدها بل جميعًا انتحرنا ونقف سويًا في سرادق عزائنا، نتتبع عورات بعضنا البعض وننقل مجالس النميمة إلى جروبات تسب وتلعن وتحب وتجامل على حسب الكيف.

انتحرنا جميعا ولا عزاء للأغبياء..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock