منوعات

«حكم قراقوش».. من هو صاحب الأحكام الغريبة؟

سحر شوقي

حكم قراقوش.. المثل الذي نسمعه كثيراً، ويقال لكل شخص صاحب جاه وسلطة ويمارس غروره على الآخرين، وعندما يشعر الشخص بأنه قد ظلم في أمر ما، فقد يشبه مصيره بحكم قراقوش.

ومن خلال هذه السطور سنتعرف على قراقوش، وهل هو شخصية حقيقية أم مختلقة؟، وهل قصته مرتبطة بالظلم أم أنها مثل كثير من الأقوال والحكم والأمثال الشعبية التي نرددها في حياتنا اليومية فلكل جملة نقولها تاريخ وأصل في تراثنا المصري القديم.

تشير المصادر التراثية، أن قراقوش شخصية حقيقية واسمه بهاء الدين قراقوش وهو كبير المهندسين في عهد صلاح الدين الأيوبي، وهو الذي تولى بناء قلعة صلاح الدين وكان من أصل تركي، أسمر اللون، وكان صارمًا وحازمًا في قراراته.

وأثناء بناء القلعة كان بعض المقاولين الذين يوردون مواد البناء يغشون هذه المواد، مشيراً أن قراقوش كان يضرب بيد من حديد ويمنع التعامل مع هؤلاء المقاولون الغشاشون، مما جعل هؤلاء المقاولون يتضايقون من عدم التعامل معهم.

وفي ذلك الوقت، كان يوجد رجلاً كاتبًا ويعمل مقاول ويدعى «بن مماتي» كتب فيه كتابًا بعنوان الفاشوش في حكم قراقوش، وتشير كلمة فاشوش إلى الأحكام الفاشلة أو الوهمية حيث ورد على لسان العرب بأن كلمة فاشوش تعني ضعيف الرأى والعزم.

وأوضح هذا الكاتب، أن قراقوش لم يكن رجل ظالمًا ولكنه كان حازمًا في قراراته، وكان يعاقب المفسدين ، وقضى قراقوش ما يزيد على ثلاثين عاماً فى خدمة السلطان صلاح الدين الأيوبي وأنه عرف لدى غالبية الناس بالأحكام الغريبة التي تصوره ظالماً تارة وتارة أخرى شريراً.

وظلت هذه الأحكام يتناقلها الناس ويزيد عليها البعض بمواقف نسبت له حيث أصبحت تطلق مقولة حكم قراقوش على كل حكم ظالم غير معقول، وهذه على عكس حقيقة بهاء الدين قراقوش الذي نسبت إليه هذه الأقوال، وقد حصل على لقب الأمير ونال ثقة الحكام فى مصر والشام ومد جسره إلى الآثار الباقية حيث أنشأ القلعة والسور بالقاهرة، رغم ذلك لم يسلم من الادعاء حوله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock