
«كلاكيت».. فايزة هنداوي تكتب: ذكري رحيل «لور دكاش» الملحنة المنسية
قليلات هن من قمن بتلحين الأغاني، وكأن عالم التلحين حكر على الرجال فقط، ونادرًا ما تقتحم المرأة هذا المجال.
ومن بين الملحنات النادرات في الوطن العربي، الفنانة لور دكاش، التي حلت ذكرى رحيلها هذا الشهر، حيث توفيت توفيت بالقاهرة يوم الثلاثاء في الحادي عشر من أكتوبر عام 2011 عن 88 عامًا.
وعلي عكس المتوقع بتسليط الضوء على الملحنات القليلات، نجد إهمالا واضحًا وعدم اعتناء إعلامي بهن، حتى أن الكثيرين من مستمعي الموسيقى لا يعرفون لور دكاش، وإذا عرفوها فأنهم يعرفونها كمطربة فقط.
وقد تعرفت على تاريخها بالصدفة في عام 2005، عندما استضافها الموسيقار الكبير عمار الشريعي في إحدى حلقات برنامجه «سهرة شريعي»، وكانت المرة الأولي التي أعلم انها لم تكن مطربة فقط بل كانت ملحنة أيضًا لعدد من الأغاني، ورغم تجاوزها للثمانين من عمرها وقتها، إلا انها كانت تحتفظ بجمال صوتها، كما ظهرت من خلال الحلقة ثقافتها الموسيقية الكبيرة، حيث كانت ضيفة دائمة علي الندوات الفنية التي حرصت علي حضور ها والمشاركة فيها.
ولدت لور دكاش في لبنان في 24 مارس سنة 1917، وبسبب عشق والدها للموسيقي والغناء، استمعت لأنواع مختلفة من الموسيقي، وأجادت أداء جميع الأغاني، وخاصة الأغاني المصرية التي قالت أنها كانت الأقرب لإحساسها، وساهمت في ثشكيل وجدانها، فعشقت أغاني أم كلثوم وسلامة حجازي ومحمد عبد الوهاب وزكي مراد وغيرهم من المطربين والملحنيين المصريين.
وفي السابعة من عمرها غنت في حفل عائلي أغنية أم كلثوم «مالي فتنت بلحظك الفتاك» بتمكن، بعد ذلك دربها الموسيقار اللبناني «بترو طراد» الذي قام بتعليمها العزف على العود، كما تعلمت التدوين الموسيقي وحفظ الموشحات على يد الموسيقار اللبناني الكبير «سليم الحلو»، وأحيت الكثير من الحفلات والسهرات واطلق عليها في لبنان «أم كلثوم الصغيرة»، وبدأت في تلحين عدد من الأغنيات وتسجيلها لفرع شركة الاسطوانات المصرية «بيضا فون» في بيروت عام 1929، ومنها «التليفون» بالاشتراك مع المغني اللبناني «موسى حلمي» و«بدي أروح ما في روحة وإن رحت بتكسر باب الدار»، وأغنية «شلبي وأمين البلدي» وهي من تأليف والدها جورج دكاش، و قصيدة «فجر» للشاعر اللبناني بطرس معوض.
ثم زارت مصر سنة 1933 بصحبة والدها، الذي قال للمسئولين انها تريد رثاء الزعيم سعد زغلول وزيارة قبره، وتحكي لور انها لم تطلب من والدها ذلك، ولكنه قال ذلك حتي يلفت الانتباه لموهبتها، وبالفعل غنت من ألحانها وكلمات الشاعر بطرس معوض أغنية «ياروحَ سعدٍ قد سكنتِ قلوبَنا» التي ساهمت في التعريف بها، وتعددت زياراتها لمصر إلى أن قررت الإقامة الدائمة فيها، حيث أدركت أن مصر هي نقطة الانطلاق الحقيقية لأي فنان عربي.
وبالفعل تمكنت بصوتها العذب وثقافتها الموسيقية أن تكون ضيفة مستمرة لحفلات الإذاعة المصرية، وشاركت في مشروع حفظ التراث الغنائي المصري بغناء كثير من الموشحات والأدوار القديمة.
وفي أوائل الأربعينيات، قدمت في الإذاعة المصرية أغنية «أمنت بالله، نور جمالك آية من الله»، وقالت إن فريد غصن طلب منها أن ينسب تلحينها له ولم تكن تعلم أنها ستحقق هذا النجاح، ولكن الجميع كان يعلم أن الأغنية من ألحانها.
ولفتت شهرتها في ذلك الوقت نظر السينمائيين، فقرروا الاستفادة من هذه الجماهيرية في فيلم بعنوان «الموسيقار» سنة 1946، ولكنه فشل ولم يحقق أي إيرادات، وبررت هي ذلك بأن السيناريو كان مفككًا ومعظم العناصر كانت ضعيفة ولم يتم التحضير له بشكل جيد، وشاركت بالغناء في فيلم «بنت البادية» سنة 1956، وأخيرًا حلت ضيفة شرف في فيلم «يا تحب يا تقب» سنة 1994.
لم تكتف لور، بالغناء في مصر بل أحيت عدد كبير من الحفلات في كثير من الدول مثل تونس والمغرب وفرنسا، ولها في الإذاعة المصرية أكثر من 500 أغنية لكبار الملحنين، مثل محمد عبد الوهاب، وأحمد صفي، ومحمد عثمان، ومحمد الموجي، وغنت مع محمد قنديل أغنية: «اعطنا القهيوة ياحبي»، في برنامج ليالي تونس، وكان آخر ما سجلته للإذاعة هو «مستحيل تقدر تنسيني الليالي» كلمات صالح جودت.
ولم تتوقف عن الغناء والموسيقي، حيث كانت تغني وتعزف علي العود لجيرانها في القاهرة حتى وافتها المنية، وشُيع جثمانها من الكنيسة المارونية بالقاهرة.
- تحت رعاية وزارتي السياحة والآثار والخارجية واللجنة الوطنية المصرية لمنظمة اليونسكو…”آرت دي إيجيبت” تكشف تفاصيل النسخة الثالثة من معرضها الدولي “الأبد هو الآن”
- تامر عبدالمنعم يعلن عن ندوات تعريفية لمنح الدعوة المفتوحة للفناتين في جميع محافظات مصر
- منال سعيد تكتب : كلام في الحب .. ايام في الحلال !!!!!
- غدا.. انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الأول لعلم التغذية
- عرض “فريدة” يشارك فى مهرجان الخريف الدولي للمسرح ببلغاريا