
شيماء سند تكتب: يا عيني عليك يا صغير
يعتقد البعض أن هناك أمور بسيطة في دراستها وتحليلها، والبعض الآخر يراها متناهية الصغر ولا تستحق عناء التفكير لكن في حقيقتها تجدها غاية في الأهمية والعمق.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، فإذا بحثت في قنوات القمر الصناعي الذي تمتلكه مصر بمفردها في الوطن العربي والذي قد تصل محطاته قنواته بالالف بجانب التكلفة الضخمة والهائلة لهذا الصرح التكنولوجي المتقدم، الأ أنك ستجد فقدان غير مبرر لقنوات الأطفال المتخصصة.
ونجد أن جميع المؤسسات والنوافذ الابداعية، عجزت في صنع هيكلة احترفية متميزة تجذب الطفل وتسمو به أو حتى منبر يعبر منه الطفل عن نفسه وما يدور بمخيلته وتحاكيه بشكل علمى مدروس يراعي فيها العالم الخاص للطفل.
والأمر لا يتوقف على الافتقار لهذه القنوات بل يتجاوز لعدم وجود حتى برامج جيدة، فعلى ما يبدو أن الأمر برمته أصبح ما هو الإ إستثمار بنظرة المنفعة والمكاسب المادية لا المعرفية.
ففي السابق، كانت القنوات تُعّد على الأصابع، لكن من أولوياتها وفي قوائمها وجدولها برامج تهم الطفل فهناك من البرامج والأفلام الكارتونية المصرية الراسخة في وجدان أجيال إلى الآن مثل ماما نجوى وعروستي وبوجي وطمطم وغيرها من البرامج التي كانت محط إهتمام الطفل وينتظرها بلهفة وشوق الإ أن تلك البرامج تلاشت وأوشكت على الاختفاء.
في حين ظهور منصات إعلامية أخرى، أصبحت دارجة ولكنها للأسف تحط من مستوى الطفل الاخلاقي وتعبث بنفسيته وسلوكياته.
على الرغم من وجود تجارب عربية لقنوات أطفال أصبحت متميزة، ولاقت نجاح مثل قناة ماجد الإماراتية والتي ظهرت على غرار مجلة ماجد حيث أصبحت تجذب شرائح مختلفة من الجمهور مع
التحفظ على بعض المواد التي تطرحها القناة التي لا تلائم أطفالنا في الوطن العربي.
فبات الأمر أشبه بالمريب وكل المبررات ستأخذك للتفكير بشكل أحادي الإتجاه الإ هو المصلحة وشراهة حب المال والتربح من عالم الفضائيات، وفي نهاية حديثي معكم علينا الأيام القادمة تحمل لنا ولأجيالنا الجميل.