مروة منير تكتب: ممكن لايك يا ماما
ف غفله من الزمن.. سمعت أحدهما يخاطب الآخر «يا سلام لو يتعملي ٢٠٠٠٠ لايك ع الفيديو اللي عملته ».. هاجمت متسائلة: «عايز ٢٠٠٠٠ لايك ع ايه ان شاء الله ».. اقتصر طريقه ورد ردًا جوزائيًا محيرًا يشبه برجه «الحق دي ماما سمعتني.. ايه ده انت سمعانا.. لا لامفيش حاجة».. انهيت الحوار حتى أدخل أعد الخضار.
فؤجئت بالآخر يأتي لي يومًا أثناء ترتيب الملابس ع المنشر حيث أعيد ترتيب أهمية أفراد الأسرة، فملابس الأب أولا ثم الأطفال، ويليها ملابس الأم؛ لتُصبح ف ستر عن الأعين.. فسمعته يثرثر بجانبي وهو يعطيني مشبكًا أزرق اللون.. «عارفه يا ماما نفسي اطلع ايه ؟؟ ».. بتركيز متناهي مع الحبل التالي و الذي يليه..ها ؟؟.
وأنا اتوقع رد فطري أنه هيقول يا دكتور يا مهندس يا طباخ، زي أي طفل ما بيقول.. فاجأني برده: «نفسي ابقي يوتيوبر».. هنا توقف عقلي عن التفكير ف ترتيب قطع الملابس ليتحول تفكيري كاملا إلى حديث هذا الكائن الصغير الذي مازال يبكي اذا نظرت له نظرة كورتي البعبع.. من اليوتيوبر هذا؟
اضطررت إلى منح الأمر أهمية عندما سمعتها تحمس اخواتها بعد وجبتها المفضله من البطاطس المحمرة الملطخه بهذا الاختراع الفاسد الأحمر المسمى الكاتشب.. فتقول لهم: «يلا اعملوا لماما subscribe».
تفرغت و تصفحت.. أنه عالم الـTikTok الخاوي من أي معنى.. أصبحت كويكب يدور حول نفسه من الآلاف اليوتيوبرز محققين مئات الآلاف من الدولارات ف شهور قليلة… ها أنا أريد أن أرفع رأسي لأفهم متى ظهرت تلك الكائنات التي تتصف معظمها بالفراغ العقلي وكشف عوارات البيوت واثبات مدى سهولة الثراء باثراء كل سبل الفساد والانحلال الأخلاقي.. فتلك المرأه الشيطانية هي وابنتها يتحدثون بأساليب فجّة فيربحون الآلاف من الدولارات شهريًا ويتابعهم مئات الآلاف من الرجال والنساء من كل حدب.. ولتأتي فتيات يمارسون الدعارة والاعلان عنها ويطلبون فتيات للعمل أمام الكاميرا بـ٣٠٠ دولار للساعة.. ما شاء الله مرتب شهر كامل من العمل لموظفي أحد الهيئات دون ذكر اسمها.
وسمعت خبر القبض ع اليوتيوبر فلان.. فدخلت أرى فيديوهاته لعلي اعرف السبب وليتني ما رأيت ولا سمعت، فها هو يهين كل سيدة مصرية بأقذر الألفاظ التي تشعر بعدها بالرغبة ف إطلاق العنان لخيالك لتصوير أقذر مشاهد الانتقام.
نعم، نحن أمام جيل صاعد يرى العمل ف البيت كوين ربح سريع وإن تصبح youtuber مشهور هو أقصر الطرق للشهرة والثراء حتى لو كان بوسائل غير مسبوقة.. فتلك الفتاة تقف وتلبس غطاء الرأس لترقص رقص مهرجانات ف وسط الشارع وع مسمع ومرآى الجميع، ولم يتواني لوالديها تنبيهها إلى أن هذه السلوكيات لا تليق بفتاة من عائلة محترمة، وتأتي أخرى لتسرد لنا محتوى غير أخلاقي للحصول ع آلاف الدولارات بعد اجتذاب آلاف likes.
حدث زرع لسلوكيات غريبه عنا قد تؤدي يوما ما إلى تفكك كل الثوابت.. زرعنا إهمال غفله ولامبالاه فكان حصادنا انحلال.
من أنتم ؟؟
متي جئتم ..؟؟
متي سترحلوا؟؟
هل ستوصمونا معكم بوصم العار؟
- بعد تلقيها إشادات السوبرانو أميرة سليم : “بنحب المصرية” تحية إجلال للمرأة.. فيديو
- في ختام ملتقى «ميدفست – مصر»..«ماما» أفضل فيلم و«بتتذكري» يحصد جائزة الجمهور
- اسعاد يونس تقرر عرض فيلم ” التاروت ” ليلة رأس السنة الميلادية
- مروان عمارة: في الفترة الأخيرة تغيرت النظرة حول الأفلام التسجيلية بعدما كانت تقريرية أكثر في الماضي
- د. أحمد أبو الوفا: تأثير الفن عظيم جدا وفيلم حرب الفراولة أبرز لنا خطورة الشعور بالملل