إبداع

«مجموعة قصصية».. عزة رياض تكتب: رموش الست

خطوة بخطوة، يسير ورائها يختار طريقها، جزء منه الفضول، والآخر تلك الإثارة التى شعربها منذ خروجها من باب منزل صغير باحدى الحارات، وهذه العباءة التى تشبه الملاية اللف، التي تلعب بتلافيف عقله، فتحوله لمراهق أهوج لا يرى في الوجود سوى مؤخرة أم حسن جارتهم وهو صغير، التي كان يتعمد أن يكون معها بتوقيت واحد فوق سطوح المنزل.

فهي تقوم بتسكين أفراخها بالعشة وهو يطير طائرته الورقية، ويتصنع شيء من المخاطرة على حياته، لتجرى عليه، حاسب يا واد ياعلى لاتقع وتمسكه جيداً من وسطه، فيعود من السور ممسكًا بحضنها شكرًا يا أم حسن.

لم تكن تعلم أن وراء تلك البراءة والطفولة مشاعر تشبه مشاعر عازب محروم، تتبع على تلك المرأة وهو يحدث خياله، ترى ما الذى يمكن ان أحصل عليه من هذه الأم حسن الجديدة الآن، أنا أستطيع أن أطلب.

فانأ مؤهل لذلك لست مكبل بطفولتى التى كانت ظاهرية، توقفت السيدة، فجأة وكأنها تراقب شخصاً يتتبعها، تعجب على من هذا التصرف ، لم تكن تنظر ناحيته ولم تلحظه هو، بل شخص أخر ولم يستطع رؤيه وجهها المختبئ بطرحة شفافة.

واصلت السيدة سيرها بعد ان راقبت الطريق ، والفضول زاد لدى علي، ترى هل ستواعد آخر؟ صارت تسير بخطوة سريعة وهو ورائها بدات قدمه تتعب، وفى غضون لمح البصر ظهر اثنين فى اتجاه السيدة، يمسكناها بعنف وبدأ في تجريدها من ملابسها الطرحة ثم العباءة.

تسمر على خوفا في مكانه، لماذا لا تصرخ تلك الغبية لينقذها أحد؟ لابد أنها فعلت أمر ما، أو أنها لصة سرقت أحدهم نعم، أخيرًا سقطت العباءة واذا بجلباب أبيض ورجل بشعر رمادي، وكلمات صادرة من الرجلين بالتوعد لعماد الكلب بعقاب شديد وفضيحته لما اتظبط وهو نازل من شقة حمديه متنكر فى صورة امرأة.

ولكن سرعان ماهدأت ثورة الرجلين، حين اخرج بعض النقود لهما، فوعداه بان لن يخبروا زوجته التى استأجرتهما لهذة المهمة ، ومشيا ومعهما وعد ببعض كيلوات اللحم من محل جزارته، تبلم علي وسقطت من مخيلته أيقونة أم حسن سقوطا مدويا، ليقول في نفسه «ليس كل ما يهتز أم حسن».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock