رأيك

بلال قنديل يكتب: السند والأمان

عندما يولد الإنسان وتبدأ حياته على الأرض ويلتقط أنفاسه هناك شخص يفرح بقدومه ويبني له داخل مخيلته حياته ويتمني لهذا المولود أن يكون افضل منه ويدرك حينها أنه عليه مسئوليه كبيرة أنه الأب.

الاأب هو رب الأسرة والمسئول عنها وعن احتياجاتها الذي يخرج من بيته لطلب الرزق ليس من أجله فقط ولكن من أجل أولاده وبيته ومتطلبات الحياه يحمل المسئولية دون أن يشعر أحد به.

الأب هو القدوة لأبنائه يشكل شخصيتهم بأفعاله وأقواله ويقلد الولد شخصية أباه في كل شئ، الأب هو الأمان هو السند هو دليل الطريق الذي لايخطئك أبدًا هو مدرسة الحياة الحقيقية التي تتعلم منها وأنت مستمتع بل تتربص بكل فعل وقول حتى تكون أنت.

باختصار الاب عمود حياتك فهو الباسم الهادئ الذي يمثل لأبنائه خاتم سليمان الذي يحقق لهم الآمال ويدخل عليهم السعادة والسرور.

الأب هو الصديق الخاص في وقت غاب فيه الاصدقاء، الأب هو الناصح الامين الذي يقدم لك خبرات حياته دون أن يكل أو يمل، هو الشخص الذي يعطي بلا مقابل بل ولا ينتظر منك رد الجميل
ربما يشد عليك في وقت ما وربما تحدثك نفسك أنه يكرهك أو يحب أحد أكثر منك ولكن عندما تكبر ستعلم أنه كان يحبك اكثر من اي شئ علي وجه الارض وعندما كان يشد عليك لانه يحبك ويريدك أن تكون أفضل انسان في الكون.

الاب هو صاحب الرساله السامية الذي يخطط ويدبر ويرسم لك مستقبل الحياة، ربما لا تشعر بكل هذه الاشياء وانت في طفولتك او مرهقتك ولكن عندما تكبر وتكون اب تري ما لم تكن تراه.

تعلم أن كل ما كان يفعله معك هو أنه يحبك، وعندما تفتقد الاب تشعر بأن الدنيا أصبحت ضيقه عليك وان الصاحب والسند قد فقد وان الظهر قد كسر.

تبكي ولا يرك احد ولو لم تبكي العينين فهناك البكاء الاصعب وهو بكاء القلب لان فقدان الاب من المصائب التي لا يمحيها الزمان.

فأنا أتذكر يوم موت أبي شعرت إن الدنيا قد هدمت ودار في عقلي شريط الحياة وتذكرت كل موقف بيني وبينه وتمنيت أن افيق من غفوتي لأجد ابي وكأني كنت احلم واستيقظت ولكن قمت علي حقيقة واحده أن أبي مات فارق الحياة وأصبحت وحيدًا.

أتذكر لحظة دخول ابي القبر وعيني تبكيه وقلبي يتقطع ولا اتحمل ولكن تحملت من أجله ودخلت معه في قبره حتي امهد له الترب وتركت ابي وخرجت ولكني تركت معه اشياء لم اعد أرها وهمست اليه قبل أن أخرج من قبره ابي إن كنت تسمعني هل انت راضي عني ابي انا بجوارك كنت معك حتي اخر لحظة في حياتك ابي اخر مرة اراك فيها واتحدث اليك فيها والمس جسدك فيها تكون في هذا المكان، ودعوت الله له بالرحمات.

الاب نعمة في حياة الإنسان وليس له طريق للنسيان فهو الأمن والامان، اقول لكل إنسان أبوه معه لا تتركه وكن بار به قبل فوت الاوان.

وأتمني من الله يرحم ابي وان يرحم كل اب لكل إنسان ويصبر قلوبنا علي فقدهم فكل خير نحن فيه الآن بسببهم.

هذا هو الأب باختصار ولو تكلمنا باستفاضة لظللنا نكتب حتي اخر الزمان….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock