منوعات

«حمار» وراء انطلاق المثل الشعبي «إحنا دافنينه سوا».. اعرف حكايته

بلال قنديل

مثل شعبي قديم متداول حتى يومنا هذا، الكل يسمعه تقريبًا وربما يقال يومًيا ويقال عادة في المواقف التي يختلف فيها اثنان وهم على علم بحقيقه الأمر، فترى أحدهما يقول للأخر مالك في إيه أنت نسيت «ده احنا دافنينه سوا».

أصل حكاية المثل جاءت من قصة رويت في الماضي، وهي أن هناك شخصين كان لديهما حمار يعتمدان عليه في كل شيء في نقل البضائع ويستخدمونه في كل أمور الحياة اليومية وكان يقومان معه وينام بجوارهم وأطلقوا عليه اسم أبو الصبر من شدة صبره؛ لأنه كان يصبر معهم على مشقة الحياة اليومية.

وفي يوم من الأيام وأثناء سفرهما، مات الحمار حزن والأخوين حزنًا شديدًا على فقدان الحمار الذي كان يمثل لهم مصدر رزق كبير فدفنا الحمار في الصحراء وجلس يبكيان على قبره بكاءًا شديدًا.

وكلما يمر عليهم أحد من الناس يرى هذا المشهد فيحزن على حزنهما ويسألهم عن المرحوم فيجيباه بأنه المرحوم أبو الصبر ويقولان عنه أنه كان الخير والبركه ويقضي الحوائج ويرفع الاثقال ويوصل البعيد، فظن الناس أنهم يتكلمون عن شيخ من أصحاب الخطوة أو شيخ جليل صاحب علم ودين متقربًا من الله.

ومع مرور الأيام، سار الناس يذهبون الى قبر الشيخ الجليل أبو الصبر ويتبرعون وينذرون ويضعون الأموال من أجل قضاء حوائجهم فرأى الأخوين ما يفعله الناس فبنوا خيمة على قبر الحمار.

وزادت زيارات الناس وزادت التبرعات وبدأ الناس يتوسلون بالشيخ أبو الصبر لقضاء الحوائج ورجوع الحبيب والمرأه التي تريد أن تنجب تذهب إلى الشيخ وتنذر النذر وتظن أنه سبب في رفع البلاء وأنه يفك السحر ويغني الفقير ويشفى المريض والمشاكل التي ليس لها حل تجد حلها عند الشيخ أبو الصبر.

وأصبح من المعالم التي يتوجه اليها الناس ويتوسلون لها وكان الاخوين يوميا يجمعون التبرعات التي يضعها الناس في الصندوق ويقسمونها بينهم نصفين.

في يوم من الأيام، اختلف الأخوين على المال فغضب أحدهم غضبًا شديدًا وقال له والله لأدعو عليك للشيخ أبو الصبر لينتقم منك ويغضب عليك وترى منه ما تخشى فضحك أخوه ضحكة بها سخرية، وقال له يا اخي أنسيت (ده احنا دافنينه سوا).

من يومها أصبح المثل يردد على لسان كل اثنين يعلمون حقيقه بعضهم البعض فاذا اختلف ونسي الاخر انه يعلم حقيقته ردد اليه هذا المثل واصبح من التراث المصري القديم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock