نانسي إبراهيم تكتب: أنت الحل.. وفيك تكمن الإجابة
نحن البشر على إختلاف هيئاتنا وأشكالنا وخلفياتنا الثقافية وعقائدنا وجنسياتنا ومستوانا الاجتماعي ومستوانا الاقتصادي وحجم ذكائنا، خلقنا في هذا العالم الكبير الواسع الشاسع مترامي الأطراف، نخضع للمواقف ونقع أسرى للظروف وتجابهنا المشاكل ودائمًا ما نبحث عن الحلول خارجنا ونستلهم الإجابات عند الآخرين، ونسينا أو تناسينا أن جُل ما نبحث عنه يرقد دائما بداخلنا.. فنحن الحل.. وفينا تكمن الإجابة.
على الرغم من أننا كلنا نمتلك عقل واعي وآخر باطن أكثر قوة وبطش، ولدينا جميعًا قلب وروح وحواس وغريزة وهالة.. لكن ليس لدينا جميعًا نفس القدر من لين القلب أو حسن الإدراك أو التحلي بقراءة الإشارات وتتبع العلامات، ومنا من يدرك الأشياء ومعانيها وماهيتها وبواطنها فيتصرف على هذا الأساس، وهناك من لا يراها ولا يسمعها وبالتالى لا يعيها، وهناك من يراها لكن يغض عنها البصر ويدعى عدم رؤيتها.
وبالتالي ولإختلاف شخصياتنا ومدى تحلينا بالصحة النفسية وبناءا على حجم وقوة حساسية نفوسنا وشفافية ضمائرنا ومدى تحلينا بالإيمان من عدمه.
وكل ما سبق يحدد مدى قدرتنا على فك شفرات هذه الحياة، وتتبع العلامات، وتوصيل أطراف الخيوط ببعضها، وتحديد أماكن ومواقيت الأكواد التي تصلنا من رب هذا العالم رب العالمين الذي يضعنا دائمًا في إختبارات، ويختبر حجم قوتنا، ومدى صلابة أرواحنا، وإلى أي مدى نتحلى بالضمير اليقظ، والنفس اللوامة، وهل لدينا الصبر على المحن، وإلى أي مدة لدينا القدرة على تتبع علاماته وفهم إشاراته والتصرف بناءًا على ذلك.
فعلى سبيل المثال، عندما تقع فى غرام شخص ويتحول الأمر معك إلى أن تصبح أسيرا لهذا الحب، خاضعًا له، مسلوب الإرادة، وتبدأ في الإغراق التمني، وتسبح في أحلامك حتى يصير الفرح حزن وتتحول سعادتك إلى مرارة مقيمة بوجود هذا الشخص.. وفجأة يختفى هذا الشخص فتتسائل أين ذهب؟ ولماذا؟!.
لكن واقع الامر انه لم يذهب ولميختف بل أزاحه الله من طريقك … فتحزن ظنا منك أنك فقدت الحب لكن بعد تحررك من هذة المشاعر السلبية تدرك أن إشارات ربنا لك كانت كثيرة ومتلاحقة ومكثفة منذ البداية، لكنك تعافلت عنها واستمررت في هذا الحب اللعين الذي أصابك بالهزال العاطفي والضعف النفسي وشرخ الروح.
وتخاطب نفسك فى لوم انه اذا كنت قد أدركت الأمر منذ البداية لما تماديت أكثر، وضيعت وقت، وبددت جهد، وخسرت مشاعر فى غير مواضعها ولمن لا يعيها أو يستحقها أو للأسف حتى يدركها.
ومثال آخر: هناك أشخاص تتسم بالمثالية والخيالية المفرطة ولديهم قناعة أنهم لديهم المقدرة على علاج الشروخ وإصلاح الندوب وتحقيق المعجزات بتغيير أشخاص أو تحسين أوضاع ويبدأوا في الانصهار مع أشخاص من ذوى النفوس الخربة أو يستثمروا طاقاتهم الرائعة ونفوسهم الجميلة وأرواحهم المحلقة ومثاليتهم المتفردة في وظيفة سيئة أو بين أشخاص غير أسوياء فتكون النتيجة الدخول فى صراعات لا تستحق مع أشخاص يتصفون بخراب النفس وسوء المقصد فتكون النتيجة التعطل والضيق وسحب الطاقة وفقدان الهمة إلى أن تتدخل يد الله الطولى وتنجى هولاء الأنقياء من دنس هذا المكان ومن تلوث هولاء البشر.
وبعد نجاة هولاء وخروجهم من مستودع القمامة الذين كانوا فيه أو بلاعة النفايات السامة محاطين بالفضلات المقززة والروائح الكريهة المقيتة يدركون إنهم وللأسف قد تناسوا ومنذ البداية إشارات ربنا وتغاضوا عن العلامات ظنا منهم إنهم مصلحو الكون وصانعي المعجزات.
والأمثلة كثيرة وكلها تقود لحقيقة واحدة وهي: (إن بداخلنا يكمن سر الكون ، وإجابة السؤال ، وحل اللغز ومعنى الحياة ).
وأننا دائمًا ما نسعى لأشياء خارجنا هي بالفعل تقبع بداخلنا لكننا لا ندرك ذلك، وإذا تحلينا بيقظة الضمير ولين القلب وحسن البصيرة سنتمكن من حل ألغاز كثيرة حولنا تستنزف أرواحنا، لو كنا قد توقفنا لوهلة وأعدنا ضبط مصنع نفوسنا لتمكنا فى وقت مبكر من رصد العلامات الربانية وفهم الإشارات الإلهية وكنا قد وفرنا على أنفسنا الحزن والمشقة والضيق والتعاسة وخذلان الروح وجرح القلب وجزع العقل وضياع الوقت.
وفي الختام.. فلتعلموا أنه لم يفت الأوان لجمع شتات أنفسكم والبداية كما تريدون، كيفما تريدون، تحلقون في الآفاق التي تسعدكم، وتختارون المناخ والإطار والأشخاص والظروف والأماكن التى تضيف لأرواحكم لا تستنزفها فتكملون أنفسكم وتحافظون على سلامة قلوبكم وتوطدوا علاقاتكن بمن يثمنون على وجودكم بينهم.
وقبل أن تبحث عن التقدير يا إبن آدم، ابحث عن التوافق مع نفسك وإرضائها قبل إرضاء أي شخص في أي مكانة عندك، وابحث عن راحتك في أي مكان اخترت أن تكون فيه أو وضعك الله فيه لمصلحتك ولإبعادك عن دنس بعض الأشخاص وسوء مقاصدهم وإنحدار أساليبهم، واستثمر روحك ونفسك وعملك فيما يستحق ومع من يستحق في المكان الذي يليق بوسع قلبك وعلو نفسك ونقاء روحك وطيب مقاصدك.
- أسماء الصغير تكتب : رحلات بلا حقائب
- أمير كرارة مفاجأة الحلقة الثامنة من مسلسل “ديبو”
- لتمكين ذوي القدرات الخاصة…برعاية وزارة الشباب والرياضةمؤسسة تشانس تقيم ماراثون رياضى بالدراجات لتكريم نخبة من ابطال الرياضة فى مصر
- “أنف وثلاث عيون” ينافس بمهرجان الفيلم العربي بفاميك
- الأحد: فرقة “أنغامنا الحلوة ” وعيد الفلاح وأمسية شعرية ضمن فعاليات وزارة الثقافة