رأيك

فايزة هنداوي تكتب: فاروق الشرنوبي.. يا اسكندرااااني

في لفتة طيبة كرمت الدكتورة إيناس عبد الدايم، أمس الموسيقار الكبير فاروق الشرنوبي، وسلمته درع دار الأوبرا المصرية، عرفانا بدوره الكبير في عالم الغناء والموسيقى، فهو صاحب مشوار طويل وأكثر من 500 أغنية متنوعة ، حجز بها مكانته بين كبار الملحنين المصريين.

في شوارع الإسكندرية العريقة، وعلى شاطئ بحرها الساحر، نشأ فاروق الشرنوبي، تأثر بمدينة الفن والجمال، وبدأت موهبته في التلحين والغناء تظهر منذ الصغر، وصقلها بالتدريب والدراسة ، ونهل الموسيقي من أساتذة كبار علي رأسهم الملحن العظيم بليغ حمدي، الذي يؤكد الشرنوبي دائما أنه استاذه الأعظم، وتأثير بليغ ظهر بالفعل في كثير من ألحان فاروق الشرنوبي ، وعندما يغني فاروق بأسلوبه الحساس، يقترب كثيرا لدرجة التطابق أحيانا من أسلوب بليغ في الغناء.

وقد شكل الشرنوبي والشاعر السكندري عماد حسن ثنائيا ملهما، فقدما عشرات الأغاني لجيل الشباب الصاعد وقتها التي كانت مصر كلها تتغني بها، كما لحن لكثير من كبار الشعراء مئات الأغاني الخالدة ومنهم جمال بخيت ، وسيد حجاب وعبد الرحمن الأبنودي ، وأحمد فؤاد نجم.

كان للشرنوبي أياد بيضاء علي كثير من المطربين الشباب في فترتي الثمانينيات والتسعينيات، ولحن لهم أغاني ساهمت في شهرتهم وارتباط الجمهور بهم ، مثل “إيدي واحدة” و”نفسي” وانا طير في السما المطرب إيمان البحر درويش، الذي تمكن بمساعدة الشنوبي أن يجد أسلوب يميزه في الغناء ويصنع استقلاليته عن جده سيد درويش الذي بدأ بإعادة أغانيه.

كما لحن لعلي لحجار، الكثير من الأغاني مثل، انا كنت عيدك، يا اسكندراني، رمي رمشه، مرمر زماني، “لم الشمل” و”متغربيناش” و”عم بطاطا” و”مكتوبالي” و”ازاي تكون انت” و”اسكندراني” و”عم بطاطا” و”مكتوبالي”.

وكانت له مع مدحت صالح أيضا نجاحات كبيرة منها “آسف علي الأحلام” و”بحلم علي قدي”، و” لمليونيرات”.

وغني من ألحانه كثير من المطربين من أجيال مختلفة مثل ماجدة الرومي، عمرو دياب، ، محرم فؤاد، هاني شاكر، نادية مصطفى، ومحمد الحلو.

وضع الكثير من أعمال الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام السينمائية منها،”طير في السما”،1988، “كريستال” 1993، واختاره المخرج الكبير يوسف شاهين، لوضع الموسيقى التصويرية لفيلم “إسكندرية نيويورك” 2004 .
كما وضع ألحان لعدد من المسرحيات “المهر” 1989، و”حزمني يا”1992″، و”كان جدع” وغيرها ، إضافة لعدد من المسلسلات التليفزيونية منها “أنا وأنت وبابا في المشمش عام 1989، الذي كان متفردا كمسلسل غنائي وحقق نجاحا كبيرا، وكان للأغاني فضل كبير في هذا النجاح.

كان للشرنوبي دائما مواقف وطنية، فهو متمسك دائما بمواقفه ومبادئ لا يتنازل عنها مهما كانت الإغراءات، هذه المواقف التي أثرت سلبا علي انتشاره الإعلامي ، لكن تأثيرها إيجابيا علي عطائه الفني، فعندما تجتمع الموهبة مع الثقافة والرؤية تكون النتيجة فن راق معبر عن طموحات الشعب وأحلامه.

لم يتوقف الشرنوبي عن العمل والتلحين والغناء، فهو دائما يبحث عن كلمات صادقة كعادته دائما، ونتمنى أن تخرج هذه الأعمال للنور حتي نستمتع بفن موسيقار عظيم ينتمي لزمن الصدق والفن الراقي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock