رأيك

نانسي إبراهيم تكتب: فطرتك الطيبة مش هتنقص من حضرتك حتة

الحياة عمرها ما كانت سهلة.. بس صدقوني مستاهلة.. مستاهلة إننا نراعى ربنا في أفعالنا، إننا نحب نفسنا ونرضى عنها ونراضيها، ونبطل نجلدها ونهونها على روحنا.

الحياة محتاجة إننا نحب غيرنا من قلبنا مش مجرد زيف أو حب إدعاء، ونقتنع إن العطاء بيترد لينا سعادة، وإنك لما تدى وتهب للاخر ده مش هيأثر عليك بالسلب ولا هيساهم فى انه يستنفذ من ذاتك؛ لأن أرواحنا مش بطارية هتخلص، ولا هي على فكرة بالونة مليانة هوا هينقص بالسلب بفعل الخير للآخر.

وهيجرى إيه لو نتعلم نحب الخير لبعض؟ لأننا لو كرهنا بعض أكيد هنعيش .. بس هنبقى زى الزومبى أجساد بلا أرواح . وتأكد يا ابن آدم ان لا شرك هيخليك تاخد حتة حياة كبيرة عن غيرك ، ولا هتقطف نجمة م السما ، ولا هتوقفك على أرض أوسع من اللى جانبك او من اللى واقف عليها غيرك من نفس الحيز وعلى نفس الفراغ.

ولازم تعرف إنك يا ابن نسل البشر لا هتعرف تشيل بدهائك أو أذاك لغيرك أكتر من قدرتك ع الشيل والحمل والتحمل ، ولا بفعلك للشر هتعرف تطّول ف عمر حضرتك ، او تكون أكثر صحة ، او تضمن لنفسك او لغيرك البقاء او الخلود او حتى الفلاح واكيد مش النجاح ولا التوفيق .. لأن من زرع شر أكيد هيحصد شوك.

ولازم يا ابن آدم تفهم ان عملك لأى خير أياً كان نوعه حتى لو بإبتسامة صغيرة أو بكلمة صباح الخير لكنها من قلبك ده مش هينتقص من عمرك ساعة ، أو هيشفط الطاقة اللى جواك ، أو هيستهلك جزء سعادتك ، بالعكس ده هيزودها ويبارك لك فيها ، وينور بصيرتك ، ويرزقك الراحة ، ويعيشك طمأنينة، ويلهمك الحب … والأهم من كل ده الرضا . لو كل واحد أدرك انه جاى الدنيا دى عشان يسيب أثر حلو، وذكرى طيبة ، وهدف نبيل ، ومعنى طيب ، وإننا كلنا مجرد زوار .. وماشيين ، أو ضيوف رُحل جينا الدنيا دى بس ترانزيت لا إحنا مخلدين ولا فيها دايمين أكيد .. هنرتاح.

محدش بمكره، ووسع حيّله قادر ياخد رزق غيره ، ولا هيقدر يسيىء أو يحسن لحد إلا بإذن ربنا سبحانه وتعالى، وإننا قبل ما نكون بشر فإحنا طاقات وفراغ إنسانى حى بيتحرك على الارض ويتفاعل مع الآخر ويأثر ويتأثر فى الكون كله من حواليه … وإحنا بقى قادرين نملا الفراغ ده خير او شر أو نختار نملاه تشكيلة من الصنفين حسب هوى كل واحد فينا وضميره ونوع قلبه وصنف عقله وصنيعة أفعاله … لكن ف النهاية لا يصح إلا الصحيح ، ومهما عاندك تيارك ، ومهما خضت غمار حرب مش بتاعتك ، ومهما كرست حياتك للدفاع عن حقك أو جورت على حقوق الآخرين … ففى النهاية مش هتاخد أكتر م اللى ربنا قسمهولك أو ف اللوح المحفوظ كاتبهولك .. وفعليا مش هتشوف ولا تعيش ولاتحس الا اللى مقدر لك من يوم ميلادك تعيشه او تستغرقه حتى يوم وفاتك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock