رأيك

فايزة هنداوي تكتب: علي حميدة.. من مجد «لولاكي» إلى الموت فقيرًا بائسًا

في الثمانينيات من القرن الماضي وتحديدًا في عام 1988، فوجئنا جميعا بأغنية “لولاكي”، لمطرب بدوي جديد لا يعرفه أحد، هو علي حميدة الذي جاء من مطروح ليغزو عالم الموسيقى والغناء، بمساعدة حميد الشاعري.

وانتشرت الأغنية ونجحت نجاحا لم يتوقعه أحد، حيث كانت مصر كلها تغني لولاكي، وتشاهد كليب الأغنية، وبيعت من وحقق ألبوم “لولاكي”، أو “شريط الكاسيت كما كان يطلق عليه وقته” أكثر من ستة ملايين نسخة نسخة، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الأغنية العربية، وكان كل حوار لا يخلو من حديث عن هذه الأغنية، حتى أن محمد حسني مبارك في أثناء خطابه في أحد المرات قال، “الناس بيشتكوا من الفقر، و بيشتروا شريط “لولاكي” بخمسة جنيه”.

نجاح الأغنية شجع علي حميدة علي إصدار ألبومين آخرين هما “كوني لي” و”ناديلي”، لم يحققا نفس نجاح “لولاكي”، ولكنه أصبح له جمهوره، مما شجع شركات الانتاج علي استغلال نجاحه، وقدم للسينما فيلمين هما “مولد نجم” 1991، و”لولاكي” 1993. وفجأة قرأنا عن اتهام علي حميدة في قضية “شذوذ جنسي”، وخرج بعدها ليؤكد أنها ملفقة له بعد خلافه مع أحد ضباط الشرطة، ثم قضية أخرى اتهم فيها من التهرب الضريبي، ليختفي علي حميدة تماما من علي الساحة الغنائية ويكتفي بتدريس العود في معهد الموسيقي العربية.

ولسنوات طويلة تجاهل الإعلام علي حميدة إلا في مرات نادرة ، منها لقاء تلفزيوني أجرته معه المذيعة الجميلة المثقفة “أماني القصاص”، تعرفنا فيها بشكل كبير علي شخصية علي حميدة وآرائه في الحياة وفي المرأة ، وكانت هذه الآراء متأثرة بشدة بنشأته البدوية، ولكن ثقافته الموسيقية كانت كبيرة ومتشعبة.

ومنذ عدة اسابيع، تابعنا جميعا مداخلة تليفونية علي حميدة، مع برنامج “الحكاية”، الذي يقدمه عمرو أديب علي قناة ام بي سي مصر، يشكو فيها من المرض والفقر الذي لا يمكنه من العلاج، وتدخل وقتها الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، والمطرب هاني شاكر نقيب الموسيقيين، ووعد بتولي النقابة علاج علي حميدة.

لكنه كان تدخلا متأخرا، حيث كانت الحالة الصحية لعلي حميدة قد تدهورت بشدة، وكان السرطان قد تمكن من جسده النحيل، ونقل للعلاج في معهد ناصر للأورام، وعندما علمت عائلته بتأخر حالته وضآلة الأمل في الشفاء، نقلوه إلي منزل العائلة في مرسي مطروح بمسقط راسه، ليخرج ابن شقيقته عادل عفيفي الذي كان يلازمه ويوجه اللوم لنقابة الموسيقيين التي تجاهلت أحد اعضائها، ليموت فقيرا مريضا بائسا، مثل كثير من الفنانين الذين يختفون ولا نعلم عنهم شيئا، حتى نفاجأ بظروفهم القاسية أو وفاتهم في ظروف صحية ومادية صعبة.

ونحن نتمنى أن تولي النقابات الفنية لأعضائها رعاية أكبر، وأن يكون هناك مسئول في كل نقابة لمراجعة كشوف العضوية، ومتابعة الأعضاء ومعرفة ظروفهم، أعلم أنه أمر صعب ومكلف لكنه يستحق العناء ، حتى نحمي كثير من فنانينا الذين اسعدونا من من قسوة الحياة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock