رأيك

نانسي إبراهيم تكتب: لما ينتابك كامل اليأس

في لحظة من اللحظات لما ينتابك كامل اليأس، وتحس إن الأرض ضاقت عليك بما رحبت، وانطبقت عليك سماءك وتحولت من براح مريح مهيب إلى مشهد مقبض مخيف.

في اللحظة دي تحديدًا ربنا بيمد إيده ويطبطب عليك ويحوطك بالمدد ويشملك بعنايته الإلهية التي لا حد لها، وتحس إن حاجة كده جواك بتناجيك وبتقولك: إن وعد الله حق.. وإن إنفراجته قريبة، وإن في كل لحظة إنت عانيت فيها أو قاسيت أو اتظلمت أو اتحرمت أو اتوجعت أو ابتليت أو حزنت، لكنك صبرت.

فربنا ما نسيش أبدا حزنك، ولا غض عنه الطرف، لكن كان إختباره عز وجل ليك حكمة ومنحة ودرس لمعرفة مدى صلابة معدنك، ولقياس مدى رضاك عن حكمته، ولإستشعار مدى سعادتك بقضائه، ورغبته في سماع صوت إلحاحك، ودعائك المحموم.

في اللحظة دي بالذات هتشعر بإن الحياة دبت في أوصالك من تاني، وربنا نفخ فيك من روحه، واسترديت حريتك، وهتلمس من تاني روعة الكون حواليك، وده هيدعم جواك يقينك بعدالة ربنا، وكرمه، ورحمته، وحكمته، وروعته، وجماله، وهباته، وإيمانك بنفسك، وبقدراتك، وبطاقة الخير جواك.

وهيتجسد أودامك كل جنود ربنا من أصغر مخلوق ع الارض وصولا للوحش المهيب اللى بتلمحه من بعيد، وعارف إنه مستنى منك بس إشارة عشان يطلع من جوا جوا جوا أعماقك عشان يسندك.

اوعوا تفرطوا ف الامل ، أو يُفرط من ايديكم الرضا ، او ينتابكم اليأس ، أو ينال منكم الضعف أنتم أقوياء بالقوى.. رحماء بالرحمن .. مجبورين بالجبار.. لا تُقهروا بالقهار.. فأنتم في معية الحي القيوم العدل الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر.. أنتم فى معية ربنا وكفى.

ودايمًا خلوا بكرا خير ورضا ويقين ممتد من أعمق نقطة جواكم لأبعد نقطة ف المدى فى كون رب العالمين الفسيح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock