نانسى ابراهيم تكتب : “فى مسائل الميل والهوى “
كتير بنعتقد إن هناك أشياء بتفضى إلى تحقيقنا للسعادة وهناك أمور بتقودنا إلى الشخص المنشود اللى بنظن إنه المناسب المناسي اللى هيحقق لنا السعادة … كل ده كلام جميل ورائع بس على (مستوى التنظير) ، لكن على أرض الواقع أو على (مستوى التطبيق) ممكن يبقى فى شخص بيعمل عشانك كل ده ، لكنه لا يحرك جواك أى ساكن ، وشخص آخر يفعل معاك تماما عكس ده .. أى لا يفعل أى شيىء ، لكن قلبك ينبض له ، وروحك متعلقة بيه ، وعقلك لا يكف عن التفكير فيه .
والشخص السعيد هو اللى بيميل عاطفياً ناحية شخص ما وبيتصادف ان نفس الشخص ده بيهتم بيه ، ويسأل عليه ، ويحب عيوبه ، ويشعره بقيمته ، ويعيد فيه من تانى الثقة ف الحب .
لكن واقع الأمر إننا بنميل للأسف لل《Stereotype》أو الصورة النمطية ، واللى درسوا إعلام هيفهموا قصدى إيه ، وف كل مرة بتقع ف الحب بتجد نفسك واقع ف حب نفس الشخصية بكل أبعادها مع اختلاف الاسم ، على حبة ظروف ، وتفاصيل شخصية شوية متغيرة .
فى ناس بتميل … للشخص الصعب المستحيل ، فى ناس بتتعلق بالمثالى غير الموجود ، فى ناس بتبحث عن صورتها ف الشريك يعنى تبقى هى النسخة المؤنثة منه وهو المعادل المذكر لها ، وفى ناس بتميل لقيم وليس أشخاص ، فى ناس بتنجذب لحلم وليس لبشر ، فى ناس بتحب اللى يحبها ، وناس تنفر من شدة اهتمام الآخر بها ، فى ناس صيادة مشاعر تصطاد مشاعر وتصادف المشاعر دى انها تبقى عند بعض البشر ، فى ناس بتحسبها بالورقة والقلم وتميل لأشباهها من العمليين ، وفى ناس رومانسيتها قاتلة لا تتفهم حدود للواقع ، وفى ناس لا تبحث مطلقا عن الحب وتجده ، وفى ناس دؤوبة فى بحثها عنه وغالبا مش بتلاقيه ، وفى ناس حابة حالة السكون العاطفى اللى هى فيه ، وفى ناس راحتها فى غياب الحب ، وناس سعادتها وحياتها ف وجوده …
عشان كده مفيش قواعد محددة للعشق ، أو أطر صريحة تحدد مدى نجاح أى علاقة أو فشلها ، ومفيش كتالوج للعلاقات ، ومفيش نموذج مثالى للحبيب ، وما يسرى عليك لا يسرى بالضرورة على الآخرين … المسألة بتخضع ف النهاية للميل والهوى ، ودور حظك البحت فى إنك تميل لمن يميل قلبه لك ويرق ف نفس اللحظة ، وكمان بيتدخل فى إتمام العلاقة ونجاحها مدى تواطؤ الكون كله لصالحك لإنجاح العلاقة ، أو مدى تآمره ضدك لإفشالها .
النظرية دايما موجودة بس التطبيق دايما بينقصه شيىء وليس لنا أى دخل للأسف فيه حتى لو اعتقدنا العكس .
عشان كده ما تحملوش نفسكم فوق طاقتها ، وتقولوا إنكم السبب فى وحدتكم أو ف حالة غياب الحب … ببساطة حتى الآن لم تتضافر احتياجاتك النفسية وميلك العاطفى ، مع جهود الكون حواليك ، ولم تحن اللحظة المناسبة اللى تكون كل الظروف فيها مواتية لخلق الحب ده والإبقاء عليه ، أو وأده ف مهده وإعلان وفاته إكلينيكياً أو حتى عدم ميلاده م الأساس .