رأيك

نانسي ابراهيم تكتب : بئرنا السحيقة

الطبيعى أن تهفو قلوبنا للحب ، ونرنو للسعادة ، ونسعى إلى الإحساس بالأمان ، لكن واقع الأمر أننا نخاف أن نحب حتى لا نخذل ، ونقلق إذا شعرنا بالسعادة كى لا نفقدها ، ونمتلىء بإحساسنا بعدم الأمان لأن تجاربنا السابقة دعمت غيابه .

الأشياء تجذب أمثالها ، والأشخاص تجذب نفس طاقتها فعندما نخاف من الحب ، ونهرب منه داخليا دون إعلان ، ودون إقرار منا بذلك ، وعندما يملؤنا الشعور بالحزن ، ونفتقر إلى السعادة ، ونفتقد إلى الإحساس بالأمان … فإننا دوما نبحث عن الشخص المستحيل … البنى آدم الخيالى .. المشاعر الهلامية ..

ومن متعدد .. ومن أشخاص كثر نميل لمعذبنا .. نذهب بإرادتنا لأكثر شخص غير مناسب ونرتكن إليه ، ونختاره عن إقتناع ، وبأعلى صوت نخبر الكون إنه الشخص المنشود ، ونحن نعلم تماما فى قرارة أنفسنا إنه سيسبب لنا الحسرة ، ويوجعنا ، ويصيبنا بالخذلان ، ويدعم إحساسنا بعدم الأمان ، ويسرق منا فرحتنا ، بالإضافة إلى سحب معيننا من السعادة الوقتية التى سببها لنا هو أو هى ، وسيخطف بلا شك أماننا ، وسيأخذ معه كل إحساس بالسند أو السكن كان لحظيا صنعه هو ، لأنه موقن انه سيبقى ببقائه ويذهب معه وهو يدرك ذلك جيدا … فلا يترك وراءه سوى الحسرة أو الخذلان .

ما السر إذن فى كل هذا المأزق ؟ وهذة الحيرة ؟ وهذة المتاهة التى وضعنا أنفسنا فيها بإرادتنا ؟

و هل كنا نقصد أن نُشعر أنفسنا بالألم ؟ وهل كنا ندعو الله كى نجد الحب ، لكننا فى قرارة أنفسنا نتمنى ألا يأتى أبداً لأننا نخاف منه بشدة ؟ نخاف أن نجده ؟ ونخاف أن نفقده ؟ ونخاف الأ يسبر أغوار أرواحنا المهدودة أو قلوبنا المنكسرة أو عقولنا المتعبة … والأهم نفوسنا المرتعبة !!!

وهل شعورنا بالسعادة محض محاولة أخيرة للحياة .. للتعايش .. للبقاء .. للنضال .. للكفاح على أبسط حقوقنا كبشر ، لكننا فى العمق فقدنا قدرتنا على صنعها لأنفسنا فنظن كذباً أن الأخر هو من سيصنعها ويمنحها لنا عن طيب خاطر ؟!!!

هل يُمنح الأمان ، أو يمكن وهبه لك دون قيد أو شرط ؟ ومن المسئول عن إحساسنا بالأمان ؟!!!

ولماذا يخذلنا الحب ؟ والى متى سنفتقر إلى السعادة ؟ وينقصنا الأحساس بالأمان ؟!!!

كل هذة الإجابات قبل أن نحاول البحث عنها بأسئلة كثيرة ومتعددة عند الآخرين ، وننتظر أن تشفى هذة الإجابات غليلنا ، أو تشعرنا بالراحة ، أو تسد نقص لدينا ، أو تملئ فجوة بداخلنا … فلنبذل جهداً أكبر ، وننظر فى الداخل .. داخلنا نحن فقط .

فلا إجابة شافية ستأتي إلينا على طبق من ذهب من خارجنا ، إنما هى الإجابات التى سنصنعها نحن .. والحلول التى سنطرحها من الداخل .. والمشاعر المحملة بالأفكار التى ستطفو علينا من عمق الجوف إلى قمة السطح … فقط إذا حاولنا إيجاد إجابات حقيقية ومنصفة ، وإذا نقبنا عنها بإخلاص داخل بئرنا السحيقة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock