رأيك

د.أيمن يوسف في اليوم العالمي للفيبروميالجيا : أبتسم أنت مختلف

تشرفت بالدعوة للكتابة على موقع ويك إند المرموق والذي خصص مساحه مهمة و واسعة في اليوم العالمي للفيبروميالجيا من أجل التعريف بهذه المتلازمة الغامضة والصعبة، ومن أجل المشاركة في صرخة دولية عالمية في يوم واحد هو الثاني عشر من مايو من كل عام، يجتمع فيه كل مصاب وكل متخصص وكل مهتم من أجل أن يعرف العالم بأن هناك من يشاركه هذا الكوكب، ولكن بإيقاع مختلف وبجسد مختلف وبادراك ووعي وقدرات مختلفه.

ولن يأخذني الحديث حول الفيبروميالجيا إلى سرد أعراضه أو سرد طبيعة معاناة من أصيب به، فاحوال المرضى يستشعرها ويراها كل ذي بصيرة وعقل وضمير حتى وإن كانت طبيعة المعاناة غير ظاهرة للعامة، إلا أن من تعامل مع اي”فيبراوي” يتلمس للوهلة الأولى طبيعة معاناة جمه وصعبه وصامته، كما أنه يستشعر أيضاً تميز وروعه واختلاف في شخصية ومشاعر وعطاءات وقدرات هذا الكائن “المختلف”.

وحقيقة الأمر كما يقدمه النموذج الطبي أن لنفس مسببات التلف في الجهاز العصبي المركزي والتي تحدث هذا الكم من الأعراض من ألم وتشتت ووهن وضعف إلى اخره؛ هي نفسها التي تعطي ملامح التميز الإبداعي لدى كثير من المرضى وتعطيهم سماتهم النفسية والعاطفية والإنسانية الفياضة، وتعطيهم من القدرات ما أن وظفت بالشكل السليم لتحول كل فيبراوي لقيمة علمية أو فنية أو أدبية او إنسانيه في وطنه ومحيطه.

ليفخر كل فيبراوي في يومه العالمي أنه “مختلف”، وأنه متميز، وليعلم أنه قادر ومستحق لكل فرص التقدير والاحترام وفرص العمل والإنتاج والمشاركة وأن اوهموك بعكس ذلك وأن اوهمك جسدك بعكس ذلك، وأعلم أنك لو ادركت أسرار إصابتك وأسرار اختلافك، ولو أدركت كيفية ادارة هذا الجسد “المعطوب”، لأتيت بما لم تأت به الاوائلُ ، ولعشت واستمتعت بما يمنحه لك “اختلافك” وحرم منه ملايين القطيع وملايين الناس.

د. أيمن يوسف أخصائي الأمراض العصبية والصحة النفسية والتأهيل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock