هانى سامى يكتب : رامز جلال الرُمح الساذج لإهانة نجوم مصر لحساب السعودية
لم تزعجنى الأقوال البلهاء التى تتردد منذ فترة حول سحب الريادة فى مجال الفنون من مصر لصالح دولة السعودية الشقيقة والتى بدأت مؤخراً ثورتها على بعض الأفكار القديمة فيما يخص الفنون ورغبتهم فى صناعة نهضة وتاريخ فى هذا الشأن ، لذا كان لجوئهم الأول والأقرب والأهم إلى وطنى مصر صاحبة التاريخ العريق.
السطور ليس لها علاقة بالمكايدة أو أى خريطة سياسية ولكنها فقط للتذكير فيما يخص شأن مصر كدولة فى الفنون ، بل أنى سعيد للغاية لما أرآه من اشقاءنا فى المملكة العربية السعودية من حق فى الإنفتاح المتأخر كثيراً من وجهة نظرى ، وبالطبع نحن نمد لهم يد العون والمساندة ليصنعوا تاريخ فنى بنجومنا وكوادرنا المصرية مع اعتمادهم على القليل من الدول الشقيقة ولكن القاعدة الأساسية هى ودون جدل ” مصر ” والتى لن يضاه أحد تأثيرها فنياً فى العالم العربى ولو بعد خمسمائة عام ، مع تقديرى للجميع ولكنه التاريخ الذى صنعناه وتعلم منه الجميع.
لا يزعجنى ابداً وجود عمرو أديب كإعلامى مصرى يتواجد على شاشة mbc مصر لخدمة المشروع السعودى رغم بعض التحفظات لدى ، ولا يؤرقنى إستجابة عدد كبير من العاملين بالحقل الفنى المصرى بدءً من النجوم أمام الشاشة انتهاءً بنجوم الظل فى الكواليس ، ولا تزعجنى سادية الفنان المعروف فى برنامجه فمادام تم الاتفاق وبالتراضى ما يحدث فلابأس رغم السخافة أن يتم النظر لكل النماذج السابقة والتى تذهب للدولة الشقيقة على أنها فرصة عمل بمقابل مغر مع استمرار يدنا العليا كتاريخ وحاضر وكوادر رغم غزارة واسهال المقابل المالى ، فكم من مصريين يعملوا بدول الخليج منذ عقود فى مجالات مختلفة فى الطب والصيدلة والهندسة بفروعها والتدريس وغيرها ، ويتقاضوا أجورهم من شركات أو مؤسسات أو هيئات سعودية ، لذا لا يجب أن نحمل التعاون بين مصر والسعودية فى مجال الفنون أموراً قد تخلق حساسية فارغة لدى الطرفين ، فهذه بتلك ومجالات التعاون واحدة دون تفرقة من وجهة نظرى .
لزاماً علي ماذكرته لاصل لما اريده حول الفنان رامز جلال ، ولست هنا بصدد تقييم برنامجه أو انتقاده بالسلب أو الإيجاب ، فالجمهور يمنحه حقه كل عام ولم يعد يتم خداعه كالسابق ولم تحميه حملات التواصل الاجتماعي من سهام الرسائل على صفحة القناة والبرنامج ، ولكن الأمر يخص ملاحظة هامة وهى أن رامز وفريق عمل برنامج هذا العام أصر على أن يكون ضيوف جميع حلقات البرنامج هذا العام من النجوم المصريين باستثناء حلقتين فقط لفتاتين سعوديتين تم تعريفهما على أنهما ممثلات ، وتعرض نجومنا دون غيرهم للسخرية من مقدم البرنامج والتى وصلت لحد الإهانة فى الكثير من الحلقات وهى موجودة كاملة على منصات التواصل الاجتماعى الخاصة بالقناة والبرنامج .
رامز طوال السنوات السابقة لبرنامجه يحل عليه ضيفاً نجوم من جنسيات عربية مختلفة فكان الأمر يمر على مضض ولكن هذا العام ، بدا لى أن الأمر مقصود تجاه نجومنا المصريين الذى صنع بعضهم الكثير من المشاكل بسبب أوصاف والفاظ رامز لهم ، وهو أمر للأسف يتم وفق ورق مكتوب ” سكريبت ” وليس ارتجالاً من رامز اطلاقاً فيما يعنى أن الأمر يمكن التحكم به ولكن الامعان فى الإهانة كان حاضراً بل ومخططاً له من وجهة نظرى هذا العام فى ” رامز نيفر إند ” .
أرى أن الحل فى يد الضيف ، فهو يملك حلول عدة لحمايته من أى هانة تلحق به فى هذا البرنامج ، أبرزها وضع شروط صارمة من البداية كما فعل محمد رمضان الذى اشترط موعد إذاعة الحلقة الخاصة به بل ووضع سيناريو الحلقة كاملة ، وأن كان البعض أعلن كثيراً أن لديهم علم مسبق بالمقلب المزعوم وأن الفنان يعد نفسه يقدم دور معلوم فى عمل ” برنامج ” فلاباس من الاتفاق على عدم إهانة نجومنا المصريين بهدف اسعاد شقاءنا فى دول الخليج وخاصة السعودية ، وتكون السعادة حتى ولو كانت مزيفة ولكن بلا إهانة.