Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
رأيك

هاني سامي يكتب : نوستالجيا 80/90 تجربة تامر عبد المنعم لتأصيل الهوية المصرية

غضب في الاقاليم لغياب العدلة الثقافية بتمييز محافظات باستضافة العرض دون غيرها وأخري تشكو : يوم واحد لا يكفي

المتحذلقون والعاطلين حياري في ايجاد توصيف للعرض ولا يرضيهم انه دراما استعراضية واقول لهم المخرج صنع شيئاً جميلا والجمهور سعيد وهذا يكفي.

فى أحاديث متبادلة بيني وبين معالي وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو كان اخرها حوار خاص لــ ” ويك اند ” ، واكد لي الرجل باسي لمسته بنفسي ان العمل الثقافـي يحتاج لاعادة نظر ليعبر بعمق عن الهوية المصرية و ” كفاية كده بقي “
ومن هنا التقط طرف الخيط لاتحدث عن العرض المسرحي ” نوستالجيا 80/90 ” وهو الدراما الاستعراضية التى عرضها مسرح السامر بالقاهرة ايام قليلة وفي محافظة بورسعيد يومان وبالاسماعيلية يوم واحد فقط وهو أمر ثار غضب مواطنيها لعدم تمكنهم مشاهدة العرض بسبب الزحام وتلقينا رسائل عدة من هناك بأن يوم واحد للعرض لا يكفي ، وتلقينا رسائل أخري من بعض المحافظات تشكو من الظلم وغياب العدالة الثقافية بعدم الاعلان عن وجود العرض بقصر الثقافة التابع لهم في الوقت الذي انتشرت اخبار موثوقة بان ” نوستالجيا 80/90 ” سيطوف تجوالا للعرض في كافة ربوع مصر ولكن للأسف مع مرور الوقت هذا لم يحدث .


لماذا اكتب وسبقني غيري اهتماماً بضرورة ان يشاهد هذا العرض جموع المصري ، لان كل من شاهد العرض لمس جدياً كيف يعمل على تأصيل الهوية المصرية أو على الاقل يذكرنا كيف كنا دون ان يتطرق الى ما وصلنا .
يعيدك العرض لحقب الثمانينات والتسعينات حيث كانت مصر تقدم فنون لا تنسي وثابتة بفعل رفعة الجودة والتعبير عن الشخصية المصرية الحقيقية عبر فن حقيقي لا يبارح الذاكرة والقلب والوجدان ، ازمنة رغم مرور اكثر من اربعون سنة فاننا مازلنا نبحث عنها لنرتمي في احضانها ، فمن منا لا يذهب به الحنين من وقت لاخر باحثاً عن احد افلام تلك الفترة ويعيد مشاهدته او يبتسم في شجون حين يتجول بين قنوات التليفزيون ويجد مسلسل تعاد عرض حلقاته مثل ” ليالي الحلمية ” ، رأفت الهجان ، العائلة ، ارابيسك ، شارع المواردي ، بوابة الحلواني ، هو وهي ، البخيل وانا ، بكيزة وزغلول ، احلام الفتي الطائر ، جمعة الشوان ، الف ليلة وليلة ، المال والبنون ، الوسية ” وغيرها من حلقات الدراما
هل تخون احد ذاكرته حين قدم الراحل وحيد حامد رائعته فيلم ” طيور الظلام ” عام 1995 وتنبأ بأمور حدثت حرفيا اعوام 2011 , 2012 وغيرها من الافلام التي تجسد حقيقيتنا وامانينا وصدقنا واحلامنا مثل ” الكيت كات ، البيه البواب ، اخر الرجال المحترمين ، ورائعة المال الحرام فيلم ” العار ” وفيلم ” حدوتة مصرية ” وكثيرا من الافلام الكوميدية التى اضحكتنا من القلب
من في اجيالنا لم تشنف اذانه بنبرة صوت الفنان الراحل فؤاد المهندس عبر برنامجه الاذاعي ” كلمتين وبس ” من منا لم ينتظر موعده مع ” ابلة فضيلة ” وحواديتها الممتعة ، من منا لم يجتهد ويبحث عن حل لغز الجريمة عبر البرنامج الاذاعي ” 47120 اذاعة “
من منا لم يبحث في هاتفه ليعيد سماع تيتر مسلسل في فترة الثمانينات والتسعينات حيث كلمات العظماء سيد حجاب والحان الشريعي وعمر خيرت وميشيل المصري واصوات علي الحجار ومحمد الحلو مدحت صالح
الموبايل ، هنا طرف خيط آخر وهو مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تفقدنا تدريجياً هويتنا بفنون لا علاقة لها بالانسانية احياناً طغت علينا السوشيال ميديا ووضعتنا في ” مفرمة ” التيك واي فصارت الفنون لدينا مثل المواد المتطايرة يزول اثرها بمجرد الانتهاء من مشاهدتها لا تتذكر منها شىء على الاطلاق .
يعيدك عرض ” نوستالجيا 80/90 ” لهذا العام من جديد بانسيابية عبر رجل ترهقه وتحرق اعصابه وسائل التواصل الاجتماعي المكتوبة والمسموعة والمرئية وتتسارع للقفز على روحه المجهدة في الاصل ، فيغلق كل شىء ويخلد الي النوم ، فيذهب به عقله الباطن وامنياته الكامنة لفترة الثمانينات والتسعينات والرسالة هنا تدق ضمناً ناقوس الخطر نحو عدة معارك تخوضها مصر ضد محاولات البعض لتخريب الوعي ومسخ الهوية المصرية الممنهج بدقة وان كان في اطار فوضوي حتي يتم تمريره ، يعيدك العرض المسرحي لفترة الفنون المتينة الراسخة في اطار فانتازي دون طرح يبدو معقداً ولكن الرسائل واضحة لكل محب لبلاده .
وفيما يخص السوشيال ميديا فانها حتي الان لم تستطيع خداعي حتي الان ولم تبهرني الضجة التي صاحبت عرض ” نوستالجيا 80/90 ” بالايجاب او حتى قليل من الاقلام التي تيققنت انها مسمومة وربما مأجورة بعد مشاهدة العرض ، لذا قمت يوم 4 يوليو بارتداء ملابسي قاصدا الذهاب لمشاهدة عرض نوستاليجا ٨٠ /٩٠ بين الجمهور لاستمع واعرف انطباعاتهم واراءهم عن العرض كعادتي لان مايقوله المتلقي هو الأكثر صدقا ، فعلت ذاك دون أى تواصل مع الصديق تامر عبد المنعم مخرج العرض حتى لا يكون مكاني بين ضيوف المخرج وهو الموضع الذي يكون احيانا مشوبا بالمجاملة لصاحب الدعوة ، وصلت مسرح السامر قبل العرض بساعة كاملة أملا في اللحاق بمكان جيد والتحدث إلى البعض من الجمهور حول طريقة معرفتهم أو سماعهم عن العرض ولما الحرص على الحضور ، للأسف تبددت أهدافي بسبب الزحام الشديد ، فتحدثت مع نفر قليل من الحضور مع طلبي فنجان قهوة من فتاة في المكان المخصص تحدثت معها عن الزحام وان كان المسرح يكفي لكل الحضور فقالت بكل براءة ” وهو كده زحمة دا عشر دقايق ومش هاتعرف تقف ” ، دقائق وازداد الزحام بشدة وهو أمر لا اتحمله ” وبالفعل ضاق المكان وانقذتني صدفة مرور احد معاوني ومسؤولي مكتب تامر عبد المنعم وهو صديق فتشبثت به ليوصلني لمكان المخرج ، ليفاجىء بي صديقي وتبدو عليه دهشة اني لم اخبره بالأمر، رحب بي الرجل وجلست مضطرا في الصف الأول بين ضيوف المخرج وإبرزهم صديقي الذي تسعدني رؤيته دوما الكاتب الكبير وليد يوسف وزملاء المهنة واعلاميين ابرزهم باكينام قطامش ، وليد حسني ، كلير توفيق .
سردت قصة الزحام والأقبال الغير مسبوق لانه مؤشر نجاح حقيقي لعرض مسرحي شاهده جمهور سابق تحدث عنه لجمهور جديد اتي ليتحقق ويسعد ويخرج ليخبر آخرين بالأمر بعيدا عن أي أراء نقدية لا تقدم ولاتؤخر مادام الجمهور اصدر حكمه فهو الهدف الأصيل لأي منتج فني وثقافي
شاهدت العرض في مسرح السامر الممتلئ عن اخره مع الاستعانة بمقاعد اضافية ومخرج ترك مكانه للضيوف الذين تحدثت إلى بعضهم بعد انتهاء الفرجة وانقل كلماتهم مثل ( انا ضحكت وبكيت في وقت واحد .. الله رجعنا لأيام نتمنى أنها كانت تستمر .. لما شفت بوجي وطمطم قلبي اتبسط.. انا جسمي قشعر والله ودموعي نزلت.. بقي لى كتير ماشفتش حاجة حلوة كده .. احنا هانيجي نتفرج تاني .. لي أصدقاء ضيوف من دولة عربية عايزين يشوفوا العرض عشان كده لازم يكمل عشان ناس كتير تشوفوه خمس ايام للمرة التانية على السامر مش كفاية “
تلك أراء الجمهور اما عن رأيي الشخصي فبايجاز شديد هو أن نوستالجيا ٩٠/٨٠ حالة حرك لدي كل الشجون وكان بمثابة نسمة هواء يسكنها العبير مرت علي في أجواء خانقة .. شكرا صناع نوستالجيا ٨٠ / ٩٠ على فنون المتعة وطاقة الجمال التي تذكرناها معكم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock