Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أحسن ناس

هاني سامي يكتب : “حاجة تخوف ” .. فعلا

النزوح الى تلك القبلة التى لا تتخطى امتار قليلة ولا تتعدى مائة مقعد بات امراً تلقائياً يجذبك إليه كل مرة ما يقدمه كبير السحرة المخرج وصانع النجوم خالد جلال بمعاونة حوارييه حين يقدم عرضاً مسرحياً كل فترة نتاج فرقة جديدة لاستديو المواهب بمركز الابداع .

مسخ الهوية المصرية .. طغيان اللهجة السوقية .. سطوة مواقع التواصل الاجتماعي .. تراجع الاحساس بالاخر (حاجة تخوف)


شاهدت عرض تخرج الدفعة الثالثة الذي جاء بعنوان ” حاجة تخوف ” ، وهو الحالة التي نكأت كل جروح الخوف داخل النفس البشرية ، طارحاً عبر اداء من لحم ودم ، ربما تشاهد نفسك انت شخصياً في احد تابلوهات هذا العرض الآسر .


الغوص في خفايا النفس البشرية امراً معقداً للغاية لدى متخصصي علم النفس والاجتماع ، ولكنه بدا يسيراً للغاية عند صناع ” حاجة تخوف ” الذين طرحوا ابرز حالة انسانية على الاطلاق امامك بشكل شخصي واخرا عام وهو حالة او احساس ” الخوف “
الخوف من مواجهة النفس او الغير من الخطأ البشري الوارد دائماً حين يتماس هذا الخطأ أو الجرم مع شخص اخر ويتسبب في ايذاءه ، الخوف من سداد ثمن المتعة الممنوعة ، الخوف من فقدان عزيز او غال ، الخوف من ان يكون الجزاء من جنس العمل ، الخوف من سيادة الحقد والتآمر بين البشر ، الخوف من مواجهة الخطأ والاعتراف به بل وانكاره تحت وهم ” انا ماعملتش حاجة وغيرها من حالات الخوف الشخصية .
درج اراه اكثر عمقاً على المستوى الاجتماعي والنفسي لـ ” حاجة تخوف ” حين تعض لهواجس مسخ الهوية المصرية وهو أمر جد خطير للغاية وربما هي قضية القرن من وجهة نظري ، فظهرة تراجع الهوية المصرية باتت واضحة للجميع ، لذا قام صناع العمل بجذب الانظار لها بانسيابية وعذوبة قارعين طبول الخطر باننا على وشك بالا نصبح نحن انفسنا التى نحبها ونريدها كمصريين وكان ابرز عوامل التصعيد الدرامي في تلك القضية تحديداً هو طرح اللهجة السوقية في لغة حديثنا مع بعضنا البعض بل وطغيانها لدرجة انها باتت السائدة ، كذلك السطوة البالغة لمواقع التواصل الاجتماعي علينا جميعاً والتى قطعت كثيراً من الروابط الانسانية وادخلتنا في عزلات متكررة مع انفسنا ، ناهيك عن تسببها فى طفو نماذج غير سوية على سطح الشهرة في حين تتوارى النماذج الايجابية البناءة .

الجواهرجي خالد جلال يمارس رسالته باكتشاف اكثر من 50 من نجوم ونجمات المستقبل


قطعة الماس جديدة اضعها على صدر المخرج الكبير خالد جلال تقديراً لتلك المواجهة التي وضعنا فيها امام انفسنا ، ولا ابالغ حين اقول ان كانت كل روايات شكسبير وضعت الشك كحالة انسانية كمحوراً لاحداثها الدرامية ، فإن صياغة خالد جلال لـ ” حاجة تخوف ” جعلت الخوف الحالة الانسانية الثانية التى تؤسس لكل مشاعرنا الانسانية وخبراتنا في تلك الحياة ، محذراً في نفس الوقت ان ” عندما يسكن الخوف في القلوب ..تموت الاحلام ” ، غير مكتفياً بالطرح قضية الخوف بل محرضاً على التحرر منه لنحيا بشكل افضل .
يستحق كل صناع العمل التقدير البالغ لما قدموه بقيادة الجواهرجي وكشاف النجوم المخرج الكبير خالد جلال ، ذكر اكثر من خمسين اسم لصناع تلك الحالة الفنية حتماً امراً لا تتحمله الذاكرة لذا وجدت مع المخرج الصحفي مصطفى دراز وضع الصور دون استثناء تقديراً على تلك التحفة الفنية ، مع ذكر انها دفعة الفنان الراحل ” علي فايز ” الذي وافته المنية اثناء اعداد ” حاجة تخوف “

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock