![](https://weekendmedia.org/wp-content/uploads/2024/07/IMG-20240728-WA0036-780x470.jpg)
حفل توقيع ومناقشات هامة لرواية ” الباص ” لصالح الغازي بمكتبة تنمية
أقيم حفل توقيع ومناقشة رواية الباص
في مكتبة تنمية المعادي ،بالقاهرة.
ناقشها الناقد د.هيثم الحاج علي.
أستاذ مساعد الأدب العربي الحديث والنقد بكلية الآداب جامعة حلوان.
قدم لها الإعلامية سماح عبد العزيز
بحضور الروائي والشاعر صالح الغازي.
مساء الجمعة ٢٦ يوليو 2024
والجدير بالذكر أن رواية الباص في قائمة
أفضل 18 روايةعربية ، ومرشحة لجائزة كتارا للرواية العربية الدورة العاشرة.
وتحدث الناقد د. هيثم الحاج على
عن سعادته أن الرواية محكية في معظمها بضمير الأنا والراوي العليم يعرف عن بطله فقط ولا يعرف عن الآخر ومن سمات بطل الرواية التقوقع على الذات فيتعامل مع العالم الجديد انه عالم عابر ، ويتجلى ذلك في لجوءه لسماعات الأذن طول الوقت يسمع موسيقاه واغانيه
ولا يحاول الدخول في علاقة حقيقية فهو خلف حائط حتى في عمله واضاف الحاج علي أن من سمات البطل أيضا الشك الدائم و تقسيم الناس والمقارنة الدائمة بين العوالم التي عرفها في المحلة الكبرى والقاهرة والدمام والكويت ونلاحظ المقارنة بين السكن تحديدا ..
ويؤكد (د.الحاج على) أن البطل لا يهتم بتفسير ما حوله لكنه حريص ان يبحث عن كل المعلومات على الانترنت ليعرف تاريخ الأماكن وهذا مقصود في الرواية.. وتحدث كاتب الرواية صالح الغازي أن التركيز من البداية عن حالة المغترب في دولة خليجية لا يساعده أحد فيحاول التعرف بنفسه على كل شئ ومدة الرواية تقريبا شهر ..هذا الشهر الأول المجهد والمتعب والقاسي.وكتبت الرواية بلغة بسيطة تناسب الحالة و تطرق أسماع القارئ العادي.
ويضيف (الغازي) انا ضد طرح المشاعر والأحوال بالشكل النقدي للآخر أو الكره ..إنما الرواية تعكس تأثير التجاهل والضغوط على الانسان المغترب.
سعدت ان هناك مقالات تناولت الرواية من كتاب كويتيين ..وهذا تفاعل وتقدير أسعدني. كما ان هناك كثيرين من الاصدقاء اندهشوا من حكايات الباص لأنهم ببساطة لم يرتادوه أبدا ..
![](https://weekendmedia.org/wp-content/uploads/2024/07/IMG-20240728-WA0037-1024x683.jpg)
وتحدثت القاصة د. رحاب ابراهيم أن الرواية فيها التشبث بالنفس ليستطع ان ير العالم بزاويته ..والرواية تحتوى على رصد مواقف انسانيه عاليه جدا مثلا عند تواصل الغريب مع الاسرة بالفيديو عبر الماسنجر او حادثة جلوريا التي توفي زوجها في حادث في الفلبين واضطرت للعودة وترك العمل والاستغناء عن مصدر الدخل لترعى ابناها الصغيرة ..هناك رصد عير كلمات قليلة لكن يبين حياة كاملة ..وطول الرواية هناك لمسات انسانية.
وتحدث الدكتور ايهاب النجدي أستاذ الادب قائلا “الباص” مغامرة سردية جديدة، وشائقة في الحقيقة، عندما يشرع كاتب مقيم أو وافد إلى بلد خليجي في كتابة رواية، ويكون فضاؤها المكاني هو البلد نفسه الذي يقيم فيه، فإن أسئلة كثيرة تحاصر هذا العمل، وظنون أيضا، لكن أن يتلقاها القراء من المواطنين والمقيمين راضين مرضيين، كما هي الحال مع “الباص”، فهي إذن مغامرة أدبية ناجحة وتستحق التقدير…
المغامرة حاضرة أيضًا بقدر معتبر في الموضوع أو زاوية المعالجة، وفي الأداء السردي، فمن خلال الرواية نكتشف عالمين متقاطعين:
العالم الداخلي للمغترب/ الوافد/ المقيم بوصفه نموذجًا متحقّقًا.
والعالم الخارجي الذي يحيط بهذا المقيم كما يحيط السوار بالمعصم، مكانًا وبشرًا وتفاعلاً مستمرا بین ثقافات عديدة وجنسيات شتى.
ويضيف د.(النجدي) الوطن حاضر في الرواية، والحنين مستبدٌ به الشخصية الرئيسة، يتوسل إلى ذلك بتقنية الاستدعاء تارة، أو بالقطع المتوازي (المونتاج) تارة أخرى، تحضر المحلة المدينة الصناعية الصغيرة وذكرياتها، وبرج الساعة المعروف وأثره في الناس، أسماء الشوارع المصرية في قلب الكويت: شارع القاهرة، شارع عبد المنعم رياض…
يستدعي زياراته لمطعم البغل بالمحلة مع الأصحاب، وتتجلى الغربة والاغتراب كذلك في: العلاقات الباردة في دائرة العمل، والعبارات الخالية من العاطفة: “دبر حالك “، فضلا عن الأسئلة بلا إجابات ص23…والبوح الشاعري الذي يتسرب في عبارات: الغربة شوك يختبئ في الحنين..
“أنام وأصحو، فلا أنام ولا أصحو”
- الغريب أعمى، عبارة فيه من الحقيقة الكثير، لكن عندما يكون الغريب أديبًا، فإنه يكون بصيرًا جداً، وتتحوّل العين إلى كاميرا دقيقة وحساسة، وفي مستوى الراصد المتأمل.
وهذه هي الدلالة الثانية: “الأديب” الذي يرصد ويتأمل ويسجل، ويكشف حالات نفسية أشد ما تكون واقعية، وعجيبة في الوقت نفسه.
يتوسل الأديب الماهر إلى ذلك بسرود واقعية وخيالية ورمزية وعاطفية، وشخصية ” نورما” الفليبنية مزاج لطيف من هذا كله في تقديري .مزاج حساس وأمين، وربما لهذا جاءت اللغة على قدر الحدث السردي ، فلا ثرثرة هناك ولا إسهاب طويل في الوصف، ولا افتعال لمواقف درامية لا ضرورة لها، يظهر ذلك عبر فصول الرواية العشرين، وصفحاتها التي تزيد قليلا على المائتين وخمسين.
الاستدعاء والحنين ينتجان الذاتية في تعادل مع الوصف والتسجيل والرصد الموضوعي، ولهذا كان من المحمود، أن يعتمد الكاتب السرد الذاتي، بوصفه طريقة أثيرة من طرائق السرد، وأن يكون ضمير المتكلم أقرب الوسائل للوصول إلى القارئ -خاصة – القارئ المولع بالمذكرات والسير الذاتية واليوميات…، حيث تولد الألفة والحميمية، والعمل الروائي -في حسباني، مهما كان مغرقا في الخيال، يوجد فيه ذلك القدر الرهيف من حياة الكاتب، وفكره الخاص ومشاعره تجاه الآخرين وحركتهم في الحياة، لا أقول ذلك حتى نقرأ الرواية على أنها سيرة ذاتية أو جزء منها. لا أذهب إلى ذلك ولا أدعو إليه، فلا يصحّ عندي أن نقرأ النص الروائي بميثاقين متعارضين: تخييلي وواقعي.
ويؤكد(د. النجدي)
التسجيل أمين جدا، والصور حيوية، مستقاة من حياة الكويت المعاصرة المتحضرة المواكبة لكل جديد في التكنولوجيا، وأعني تحديدا حياة الوافدين إليها العاملين بمؤسساتها، ومشاوير الناس لا تتوقف، والمحطات فرصة للمراجعة والتقاط الأنفاس، والحرية سمة من سمات هذه الصور، والتشوف دائم في كل مشوار، واحترام الآخر بما هو عليه، لا بما نريد أن يكون، وهكذا تولد عبر أفق هذا العمل الروائي الجديد رحابة إنسانية، وتتوالى السرود والأفكار المغروسة في عصب الكلمات…
تُرى هل تكون الرسالة الإنسانية التي تقود الرواية دافعا للتغيير والتطوير والتحسين للنظرة المتبادلة.
وتناولت الاعلامية سماح عبد العزيز في حديثها ان
الشعر مدخلا للشاعر والروائي صالح الغازي ، للتعبير عن الذات والعالم الخارجي ، ، دخل عالم الرواية بخطى ثابته وأصدر روايته ” الباص ” ، واختيار الكاتب إلى الباص ، اختيار له فلسفته ، الباص حيز محدود المكان وأيضا غير ثابت ومتحرك
ودائما الروايات التي تحدث داخل حيز كما ” بين السماء والارض ” لنجيب محفوظ ، تتحمل بالرموز ، وبتعدد الشخصيات التي يكون الاختلاف سمتها أكثر من الاتفاق ، فما بالنا حين يكون الباص يحمل جنسيات من كل دول العالم ، أي يحمل لغات مختلفة وسلوكيات وأراء وديانات وملامح أيضا مختلفة
هذا الاختلاف الانساني يفتح الأفق أمام الكاتب لقراءة عوالم متعددة وأفكار وسيكولوجيات ، تدفع بالرواية إلى التمحور ما بين الواقع والأسطوري
وما اسس لهذا التمحور وأكده ، استخدام الكاتب للوصف الدقيق للملابس والتصرفات للطبقات التي تستخدم الباص في دولة خليجية ، استخدم الوصف بدلا من الحوارات المطولة ، ليؤكد على “رمزية ” الباص
وتضيف (سماح )
رواية ” الباص ” توثق يوميات بطل الرواية ” أحمد صابر ” الذي انتقل للعمل في شركة اتصالات في الكويت ، وعمل البطل في الاتصالات ، استفاد منه الكاتب ، في تركيزه في متن الرواية ، على الهواتف في يد رواد الباص ، فتحول الهاتف إلى رغبة التواصل مع الخارج والهروب والتخفي من الواقع ، ورمزا للحنين ، واستجلاب الوطن البعيد ،
وتأكيدا للغربة ، وكشفا لطموح المغترب ، وصنع حالة من التعاطف بين غرباء يجمعهم حيز واحد ، رغم كل الاختلافات الانسانية بينهم
تعاطف الغرباء تمثل في اقتراب البطل من ” نورما الفلبينية ” ، لكن المشاعر لم تمنعه من التورط في التجسس على الأخرين ، هذا التجسس رغم أنه جرم ، لكنه يمكن أن يفهم على أنه نوعا من الهروب من الوحدة ، والتغلغل في الآخرين
من هنا يتجسد داخل الرواية ” الانسان ” بنقيضيه ، الخير والشر ، الانسان باتساع حدوده ، وكأن الغربة بضغوطها تكشف عن مكنونات الفرد الداخلية ، أو محاولة فهم الآخر واكتشاف حكايات انسانية لغرباء جمعتهم رغبات من الطموح والتحقق
وطرح الدكتور سيد ضيف الله استاذ الأدب سؤال عن ما المقصود بضرورة تمثيل أدب الغربة وما المقصود أن الانترنت اصبح خرافة؟
وكان رد الغازي أن في الخليج يوجد ملايين المصريين ولهم خصوصية ولم يعكس تجاربهم الأدب. بينما هناك صورة نمطية يتم تداولها باستمرار.
أما خرافة الانترنت ترجع ان الملاحم القديمة اعتمدت على صراع الخير والشر والوجود بين البشر والجن والمخلوقات الأخرى بينما العصر الحالي الصراع مع الانترنت كمؤثر في الحياة والعلاقات فالبطل قام بالتجسس على من حوله عبر الانترنت والمغترب يتابع احوال اسرته واصحابه عبر الانترنت.
وعبر الروائي صالح الغازي عن إمتنانه للحضور و لمساندة أسرته.
وقدم الشكر لمكتبة تنمية وفريق العمل
وكان من أبرز الحضور
النائبة في مجلس النواب المصري سهام مصطفى كمال.
المترجمة ايزابيل كمال والمترجم اسامة جاد والمترجمة حنان السيد منير
والدكتور سيد ضيف الله استاذ الأدب.والكاتبة هجرة الصاوي.
وادارت سماح عبد العزيز النقاش بين الحضور والكاتب ودارت في مجملها حول :
● الغربة والاغتراب والعوائق التي تعرقل التواصل مع الآخر ، كدافع لكتابة رواية الباص
● الحيز المكاني ” الباص ” الذي دارت به الاحداث ، هل كان رمزا للتقوقع النفسي وافتقاد الاهل والحنين إليهم ؟
● رصد التفاصيل الصغيرة من ملابس وسلوكيات واستخدام الهواتف