
” العيال فهمت ” .. صراع الأجيال على جسور البهجة

كتب هانى سامى
الاعمال الهادفة المدعومة بالرسائل الايجابية ربما الدور الذي انشىء من اجله مسرح الدولة ولكن ان تستمر قدرة الحفاظ على ذلك خلال انتاج عروض متميزة رغم اليات ترشيد الانفاق الخانقة لاي ابداع ، ولكن جين يكون المدير هو المبدع تذلل الكثير من العقبات ويتخذ الكثير من التدابير لتقديم افضل شىء وهو ما يتم بالفعل في قطاع المسرح بوزارة الثقافة الذي يقوم بالاشراف عليه المخرج الكبير خالد جلال والذى يختار قياداته بعناية كبيرة وابرزهم الفنان ياسر الطوبجي مدير المسرح الكوميدي الذي اتخذ قرار بانتاج احد اهم العروض المسرحية في السنوات الاخير وهو ” العيال فهمت ” المأخوذ عن الفيلم الشهير ” صوت الموسيقى ” ويستضيفه مسرح ميامي بوسط القاهرة .
مسرح الدولة قدرة مستمرة لدعم الاعمال الهادفة
” العيال فهمت ” يطرح في اطار عصري ساخر ازمة كل زمان التي تتمثل في الصراع بين الاجيال الصاعدة واخرى موغلة في القدم ، وبشكل اكثر دقة بين الابناء والاباء والفجوة الدائمة بين ما كان وما يحب ان يكون عليه رجال وفتيات المستقبل .

بين السطور تبدو فكرة خطيرة للغاية طرحتها مواقف بسيطة وكلمات عابرة ولكنها طرحت الازمة بذكاء بالغ يحسب لمؤلفا العرض طارق علي واحمد الملواني ، وهي أزمة قيام الاباء بارغام الابناء على تنفيذ رغباتهم في الهوايات والتعليم باعتبارهم السلطة الاعلى ، مع اغفال مشاعر وعقول ووجدان الابناء ، فتكون النتيجة فشلهم في كل مناح حياتهم بعد غياب لغة الحوار تماماً من الاباء وخاصة المتسلط منهم والذي لا يعترف باخطاءه بسهولة ، ولكن في النهاية ينتصر الرأي الجمعي للأبناء ورضوخ الاب واعترافه بالخطا بل واعتذاره بعد ادراكه فداحة وحجم الخطأ تجاه ابناءه
العرض المسرحي كوميديا غنائية استعراضية جسد فيه الفنان الموهوب للغاية رامي الطومباري شخصي الاب المتشدد الذي يتحمل مسئولية تربية ورعاية ثمان ابناء وفتيات بين مرحلة الطفولة والمراهقة وبداية الشباب بعد وفاة والدتهم ، فييجعل الاب من المنزل ثكنة امنية ويطلق على ابناه الــ ” كتيبة ” التي تعيش وفق نظام صارم يفتقد لغة الحوار ويفرض فيه الاب طريقته حتي على مساعد المنزل زكريا – عبد المنعم رياض – مما يسبب غضب يتصاعد من الأبناء ويهوى بهم نظام الاب نحو الفشل الا ان يلجأ الاب للاستعانة بمدير منزل فتأتي نغم – رنا سماحة – والتي تفجر طاقات الابناء بعد الاقتراب منهم ، ويتخلل ذلك صدامات عدة مع الاب صاحب الشخصية المتحجرة الى أن ينتصر في النهاية الصواب ويقر الاب باخطاءه بل ويعتذر عنها لابناءه .
شادي سرور مخرج كبير وواع قدم مسرحاً جدير بالاعجاب
اكثر من 150 دقيقة ضحك راق ينفذ الى قلبك بعذوبة دون لحظة ملل واحدة وهذا امر يحسب لمؤلفي العرض ومخرجه الفنان الكبير شادي سرور الذى استطاع ضبط ايقاع ” العيال فهمت ” لدرجة حبس المشاهد اختيارياً على مقعده طوال زمن العرض ، فلا خجل حين يعلن مشاهد قريب منك انه يؤجل الذهاب الي المرحاض حتى ينتهي الفصل الاول .
ياسر الطوبجي ينجح في المسرح الكوميدي لانه مدير فنان
رامي الطمباري ليس محل تقييم الان فهو ممثل موهوب وذا ثقل كبير وصاحب حضور طاغ على المسرح ، وعلى قدم المساواة يأتي المفاجأة التي تجسدت في الفنان القدير عبد المنعم رياض الذي يملك طاقة جبارة في الاداء المسرحي والتجسيد الحقيقي للأداء الاحترافي الممزوج بمشاعر طازجة واحاسيس بكر يتخترق المتلقي دون طرق للباب ، عبد المنعم رياض موهبة كبيرة للغاية تستحق مزيد من الاهتمام والرعاية
رنا سماحة رغم الحضور كممثلة الا ان المطربة بداخلها طغت على العرض وربما كان ذلك هدفاً من المخرج لخلق حالة البهجة على اغنيات واستعرضات المسرحية ، ايهاب شهاب ممثل كبير لم تمنحه مساحة الدور فرصة اظهار كافة قدراته
محمد على ، نورشادى ، جيسى أسامه ، احمد هشام ، رحيم رزق ، ندى محمد ، روضة عز العرب ، علي شادى ، الابناء الثمانية اداءهم اكثر من رائع كل قام بدوره باداء متميز ويستحق الطفل علي شادي اشادة خاصة لاداءه النابه والكبير على سنه الذي ربما لا يتجاوز تسع سنوات
خالد جلال يطلق عنان المبدعين بلا حدود في عروض البيت الفني للمسرح
رانيا النجار ابدعت في تجسيد شخصية مدير المنزل المخبولة ، كذلك على نفس المستوى سعيد محمد في تجسيد شخصية مطرب المهرجانات ” قرفة ” ومعهم محمود الهنيدي في تجسيد شخصية مصمم الازياء ، ” العيال فهمت ” استعراضات دارين وائل ، ديكور الدكتور حمدي عطية