علي طريقة نعمه الافوكاتو .. خيري حسن يثبت تزوير تاريخ وثيقة نشيد ” بلادي .. بلادي ” يوافق يوم الجمعة
مازال سيد درويش يهز عرش الموسيقى رغم أنّ كتبًا كثيرة صدرت عن فنان الشعب ، والذي يستحق ذلك اللقب بجدارة، ولم يكن هو الذي أطلقه على نفسه، ولم تكن له جوقة تعمل في الدعاية له، ولكن عمره القصير الذي عاشه، استطاع بالفعل، وليس بالقول، أن يهز عرش الموسيقى، ويحدث انقلابات تحدث عنها حشد من الموسيقيين والمطربين والباحثين الكبار ، إلا أن هذا الكتاب الجديد ” سيد درويش .. المؤلف الحقيقي للنشيد الوطني .. وقائع سرقة معلنة ” ، للكاتب الصحفي والمؤرخ والباحث خيري حسن والصادر عن مؤسسة أخبار اليوم ، يختلف تماما عن ما صدر من كتب عن فنان الشعب سيد درويش.
وقبل أن نتحدث عن الكتاب ، لا بد أن أشير إلى مؤلفه، الذي لا يكتب كتابًا، إلّا وتكون هناك قضية بحجم مغامرة ، والقضية هنا هي قضية تزوير بحته ومؤكدة عمل عليها المؤلف بدقة، ومجهود بحثي لا يعرفه إلا الذين يعرفون مكابدة البحث في غابة من المعلومات المغلوطة والمضللة .
وهو ما حدث تماما لانتصار لفنان الشعب ، و نسبة كتابة نشيد “بلادي بلادي” إليه، وليس لمعاصره الشيخ محمد يونس القاضي، الذي بذل مجهودات كثيرة لكي يثبت ـ كذبًا ـ أن نشيد (بلادي بلادي) من تأليفه هو، وليس من تأليف غيره.
ورغم أن تلك القضية التي قدم فيها خيري حسن مجهودًا، يكاد يعادل مجهود القضاة والمحامين للوصول إلى عدالة القضية، إلّا أن كاتبنا أراد أن يعطي بانوراما جديدة حول حياة سيد درويش ، ويؤكد من خلال تلك الحكايات، والوثائق ، واالشهادات، لا تغيب عن المؤلف، تلك القضية التي أنشأ من أجلها الكتاب كله، وهي قضية نسب نشيد “بلادي بلادي” إلى سيد درويش، وراح يتقصى كل المعلومات الخاطئة التي كان يشيعها محمد يونس القاضي، تلك المعلومات التي رددها كثير من الباحثين دون التحقق من صحتها. ولم يكتف خيري حسن بالبحث في الأرشيف الصحفي، والإذاعي، وما جاء في الكتب، ولكنه كان يستعين برجال القانون والمختصين، حتى وصل إلى معلومة خطيرة، وهي أن الوثيقة التي كان يونس القاضي يبرزها دائمًا، وتثبت ـ كما يزعم ـ أحقيته بملكية نشيد (بلادي بلادي) واستخرجها من المحكمة المختلطة، وجد خيري حسن أن تاريخ استخراج تلك الوثيقة، كان يوم جمعة، والمحاكم لم تكن تعمل في أيام الجمع، ومن ثم فهي وثيقة مزورة مائة في المائة، حسب ما جاء في الكتاب.