نيرمين فاخر تكتب : للحب معاني أخري

عرفنا أن عيد الحب المصري هو 4 نوفمبر وعيد الحب العالمي فلانتين يحتفل به العالم يوم 14 فبراير إلا أننا لم نعرف ما هو سبب احتفال المصريين بعيد الحب واختصاص نفسها بـ عيد حب منفرد في 4 نوفمبر، وتعود القصة إلى 4 نوفمبر 1988م حينما كتب الكاتب الصحفي المصري مصطفى أمين في عمود ” فكرة ” أنه يقترح أن يكون يوم 4 نوفمبر من كل عام ” عيد حب مصري ” وعلى الرغم من الهجوم الذي تعرض له مصطفى أمين في ذلك الوقت بسبب فكرته نظراً لأن الناس اعترضوا على كونه عيد للعشق والغرام وأن الكاتب يدعو لذلك ، إلا أنه منذ ذلك الوقت وقد أصبح 4نوفمبر عيد حب مصري، وأصبح مبتكر عيد الحب المصري هو الكاتب الصحفي الراحل مصطفى أمين وصاحب الفكرة الأولى لدخول مصطلح “عيد الحب” في مصر .

ويتناقل البعض السبب وراء ذلك في حكاية غاية في الرقة والغرابة ، حيث يقولون أنه عندما خرج مصطفى أمين من السجن في يناير 1974 ،تصادف أن شاهد في حي السيدة زينب نعشا يسير خلفه ثلاثة من الرجال فقط ، فاندهش من هذه الوحشة التي لا تناسب مبادئ وقيم العلاقات أهل الحي المشهورة ، وهنا أخذه الفضول أن يسأل أحد المارة عن الرجل المتوفي ؟
فقال له : هو رجل عجوز بلغ من العمر السبعين ،لكنه لم يكن يحب أحداً ولا يختلط بالناس وكانت الناس تنفر منه ، ومنذ ذلك الحين أخذ الكاتب الصحفي الكبير علي عاتقه المناداة بتخصيص يوم يكون عيد للحب يراجع فيه كل إنسان حساباته مع نفسه ومع كل من حوله ، وأعلن أن يوم 4 نوفمبر يكون يوم حب مصري ، يوم حب للجميع ليس للعشاق فقط .

ويستهدف هذا اليوم ذكرى سمو معاني الحب بين أفراد المجتمع ، والتخلص من الكراهية المتواجدة في النفوس والرؤية المتشائمة والنفور واستبدالهم بالحب الذي يعطي للحياة لون وطعم مبهج يخفف المعاناة والضغوط ، ويسند الفرد في وسط صعوبات الحياة ..
ولا يقتصر الاحتفال بـ عيد الحب على العشاق فقط وإنما يغمرنا ونحن في أحضان أمهاتنا وابائنا وأبنائنا والأخوة والأصدقاء والجيران والمقربين لنا
وفي أحضان وطن أمن مستقر.

ولكن هل يجب أن ننتظر أعياد الحب لكي نعبر عن حبنا للأخرين ؟!
فالحب ليس له وقت ولا مواعيد ولا يحتاج لأعياد ، الحب مش يوم أو لحظه ، والمحبون لا ينتظروا هذه المناسبة للتعبير عن حبهم لبعضهم البعض ، ولكن الحب حالة مستمرة ،شعور يقظ ، نار مشتعلة لا تخمد في أوقات وتشتعل في أوقات أخرى ، والهدف الوحيد من إحياء فكرة عيد الحب بين أفراد المجتمع والأسرة الواحدة والشعور بالحب المتبادل بينهم ، وليس المظاهر المرتبطة بالاحتفال وتقديم الهدايا والبذخ والأصراف المبالغ فيه الذي أستغله التجار والبائعين ، فكلما بالغنا بالبحث عن هدايا غالية ، كلما قللنا من شعور الحب الصادق والتعبير عنه بأبسط الأشياء والكلمات الرقيقة..
الحب مالوش أعياد أنما كل يوم فيه شعور حب صادق هو عيد .