أسماء الصغير تكتب : قلب لا ينكسر
الأيام تمضي وكأنها لا تهتم بنا تمر علينا بحلوها ومرها ، أحياناً تكون لطيفة كنسيم الربيع تمنحنا لحظات من الفرح والسعادة التي تملأ قلوبنا وتبتهج نفوسنا لكن لا يمضي هذا الحال طويلاً إذ تأتي تلك اللحظات القاسية التي تبدو فيها الأيام وكأنها تحمل الكثير من الألم والتحديات الثقيلة ، تأتي كأنها تختبر صبرنا وقوتنا وصلابتنا تجعلنا نتساءل عن قدرتنا على التحمل عن معنى هذا الألم .
قسوة الأيام تجرنا معها من لحظة إلى أخرى دون أن تهتم بما نشعر به أو بما نحمله في قلوبنا من أحلام أو آلام تمر كأنها لا ترى دموعنا ولا تسمع أوجاعنا وكأنها تتعمد أن تترك فينا بصمة من الشقاء تجعلنا نحس بضعفنا وعجزنا أمامها ، نبحث في كل لحظة عن ضوء نهتدي به لكنها تتركنا نتعثر في الظلام .
هناك لحظات تأتي كأنها سحابة داكنة تغطي أرواحنا نبحث فيها عن أنفسنا ولا نجد سوى بقايا من قلوبنا التي كانت تملؤها البراءة والأمل نشعر وكأننا غرباء عن أنفسنا وكأن كل شيء كنا نؤمن به أصبح بعيداً ، فهى تأخذ منا شيئاً في كل مرة كأنها تقتطع جزءاً من أرواحنا قطعة بعد أخرى فلا نعود كما كنا .
هي ثقل نحمله في أرواحنا يضعنا أمام حقيقة لا يمكن الهروب منها نتعلم في كل مرة نمر فيها بجرح أو صدمة أن الحياة ليست كما تخيلناها ، نحن لسنا الأبطال في رواية سعيدة بل في واقع يأخذ منا أكثر مما يمنحنا فكل فقد وكل خذلان وكل خيبة تترك في قلوبنا أثراً لا يمحى تجعلنا نتساءل عن معنى الاستمرار عندما تبدو الأحلام بعيدة.
لكن رغم الألم في لحظة السقوط ،ينبض فينا شيء صغير لكنه قوي، شيء يدعونا للمحاولة رغم كل الجروح ، شيء يشبه الأمل فهو كالصمود الصامت ،هي الرغبة في الوقوف من جديد رغم أن كل شيء فينا مجهد مكسور لأننا ندرك في أعماقنا أن الحياة ليست إلا سلسلة من اللحظات بعضها يشبه الموت وبعضها يعيد الحياة إلى أرواحنا.
وربما هذه القسوة هي ما تجعلنا ندرك أن السعادة في الحظات البسيطة التي تضيء قلوبنا بلقاء عابر بكلمة طيبة بابتسامة تذكرنا أن في العالم رغم كل الألم ما يستحق الحياة ، هي التي تجعلنا نرى الأشياء الجميلة البسيطة، اللحظات الصادقة، الابتسامات التي تأتي من القلب، تجعلنا هذه التجارب نكبر نعم لكن في نفس الوقت تجعل قلوبنا أرق وأكثر قدرة على الشعور بمشاعر الآخرين على فهم ألمهم وربما مشاركتهم فيه.