Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
رأيك

نيرمين فاخر تكتب : النهاية = بداية جديدة

النهاية هي الخطوة الأخيرة في كل شيء كان له بداية،
ونحن دائماً نعشق البدايات لأنها تحمل من الأثارة والتشويق والمتعة ما يستحق أن نعيشه ونستمتع به، وعادتاً نكره النهايات لأنها تحمل من الحزن والألم ما يجعلنا نشعر بأنها نهايتنا نحن أو نهاية جزء كبير من أعمارنا وحياتنا انتهت ولن تعود حتماً، و حتى لو تركت مخزون من الذكريات التي تجعل من حياتنا شريط سينما يمر أمام أعينا في لحظه بكل ما تحمله من سعادة وحزن، نجاح وفشل، أتفاق واختلاف، كل المشاعر المختلطة التي مرت علينا، ما يجعلنا نبتسم تارة وما أنزل دموعنا تارة أخرى، كلها أوقات ومواقف تشكل منها ما نعتقد أنه الحياة التي نريد أن نحياها أو نعيشها فعلاً ونتنمى أن تستمر أو تكون على نحو أفضل مما نعيشه..

عادتاً نختار نحن البدايات ونخطط لها ونستثمر فيها كل ما نملك من طاقة ومشاعر، ولكن ما نجهله ولا نريد مجرد التفكير فيه هو النهاية التي لم نحسب لها حسبان، رغم أننا نعلم تماماً أن لكل شيء نهاية مهما كانت بدايته قوية وجميله ومشرقه
حتى الكون له نهاية، والشمس لها نهاية، والحياة لها نهاية، ولم يذكر أبداً أن شيء أبتدأ ولم ينتهي أو ينتظر نهايته…

عندما خلق الله سبحانه وتعالى الكون بدأ بالطبيعة بدأها بكل شيء جميل وأستحسنه في عينه، ولكن كل ما نعلمه عن نهاية الكون هو دمار ونار وانهيار في مشهد مرعب تقشعر لذكره الأبدان، وهذا ما صنعه الله بكل عظمته وجلاله،، فما بالكم بالإنسان الضعيف الذي يرتعب ويرتعد من التفكير في النهاية لأنها مرطبته بالموت والانفصال والبعد..

فحتى في بداية علاقاتنا العاطفية، نهدي للحبيب أجمل ما لدينا..
نتنازل، نبتسم، نضحي، نبذل كل ما في وسعنا، نعطي كل ما في طاقتنا، نتغاض عن أي عيوب، نهدي أجمل ما لدينا بمنتهى الروعة..
لكن، إذا ما حان الختام، وأتت النهاية وسقطت القشور وظهرت العيوب وبداء الندم على التنازلات والتضحيات، تشن الحروب بين عدوان يفضحان بعضهما بعد أن كانوا حبيبين يجمعهم قلباً واحداً وروحاً واحداً..
أيضاً لكل حياة نهاية فنحزن ونتألم عند موت أحبائنا الذين يرحلون ويتركون لنا أرثاً من الذكريات
ولكننا نكمل الحياة ونحن نتذكرهم من حين لأخر ونعلم يقيناً أن للأموات حياة أخرى بعد الموت بأرواحهم وأنهم يشعرون بنا ويفرحون لأفراحنا ويتألمون لأحزاننا وإذا اشتقنا أليهم زارونا في منامتنا،
ولكن علينا أن نعلم أن النهايات تبدو مخيفه وتفسد منا لحظات الحاضر وتغض أبصارنا على أن النهايات هي بدايات أفضل، فالحياة مجموعة من البدايات التي تبدأ بنهايات ونستمر في الحياة بدايات ونهايات، فالنهايات ليست سيئة، فهي تعني فقط أن هناك شيئاً أخر على وشك البدء
وكل بداية ولها نهاية، وكل نهاية هي بداية جديده.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock