
حاتم جمال يكتب : العشق المسموح
لم يكن يخطر ببالي أن أقف علي باب صاحبة الجلالة و أحاول جاهدا أن أقرع بابها ؛فكم كانت أحلام الطفولة و الصبي تأخذني لعوالم متباينة لاصطدم بالواقع مع مكتب التنسيق لادخل كلية لم اسمع عنها من قبل كلية التربية النوعية و جاء القسم حسب المجموع فدخلت قسم إعلام بعد اختبارات شفوي و تحريري و مع أيامي الأولي في الكلية تسألت عن لعمل الذي سألتحق له فور التخرج فقالوا مدرس صحافة مدرسية و لكنك ممكن تعمل في مجال الإعلام صحفي أو معد … هنا لمعت الفكرة و لم يمر عام إلا و عملت محررا في مكتب جريدة عربية .
لا أنكر أن صاحبة الجلالة نداهة بكل ما تعنيه الكلمة فبمجرد ما كتب اسمي علي خبر أصبحت كالإدمان تسير معي مسري الدم ففي المكاتب العربية لم يكن هناك تخصص أنت صحفي شامل تكتب في كل المجالات فمن المفارقات التي لا يمكن نسيانها أنني كنت أجري حوارات في ملتقي الإفتاء العالمي صباحا و في المساء تغطي مهرجان المسرح التجريبي و اجري حوارات مع النجوم العرب .
ندهتني النداهة اصبحب عاشق كل يوم صباحا البحث عن اسمي في الصحيفة مع انني اعرف انها لا توزع في مصر و اخذ الصحيفة لاعرضها علي الأهل و الأقارب و الجيران فرغم أنني لم أكن معين الا اني أصبحت صحفيا و بعد عدة سنوات تركت المكتب و شعرت أن احلامي ضاعت و أن محبوبتي أدارت لي ظهرها فعشت أشهر مشتتا ما بين الاستمرار في حالة العشق و الحب و بين الاتجاه لمجال اخر و لا أنكر أنني بالرغم من تركي الصحافة هذه الأشهر كنت اتابع عروض الأوبرا و البيت القومي للمسرح و كنت أتساءل كيف اعيش و انت بعيد عن الجو و لقاء القامات و الحديث معهم في شئون العامة
وهنا فتح لي صديق باب الكواكب في بداية الألفية و كأنه صالحني علي محبوبتي التي أصبحت بالنسبة لي هي الدنيا بكل ما فيها فمع كل موضوع اسمي تعلو و اكتسب مزيد من الشهرة داخل مجالي الصحفي و حققت العديد من الانفراد بفضل الله و مع ذلك كانت محبوبتي ترفضني و تتمنع علي فكنت اود الاقتراب منها بالتعيين و لكنه حلم كان بعيد المنال ساعتها و كلما قلت لها هانت اجدها تضع العديد من المعوقات امامي و كأنها تمتحن صبري عليها حتي رضيت و نلت شرف التعيين و الالتحاق بنقابة الصحفيين ؛فهل نعيش معا سعداء؟
الإجابة كانت بالنفي فهي مهنة البحث عن المتاعب بل هي نفسها المتاعب فبعد سنوات من العسل بيننا جاءت الثورة و بدأت الخلافات تدب بيننا و لم أفق من الخلافات الاعلي كابوس يحكم مصر سرعان ما انزاح في ثورة ٣٠يونيو .. هنا قلت خلاص مش هتدب خلافات تاني بيننا لكنها غيرت من مظهرها و ارتدث ثوب جديد ثوب التكنولوجيا و المواقع و البوابات الإلكترونية و من أجل ارضائها دخلت العالم الرقمي و عملت في أكثر من موقع و كنت أحد مؤسسي بوابة دار الهلال الالكترونية و لكن الصحافة الورقية هي العشق و التميز و مع ذلك قبلت بمتطلبات الصحافة الإلكترونية و الصحافة المصورة
هل تسكت محبوبتي لنعيش سويا في هدوء ؟
لا .. لم تسكت بل ارتدت ثوبا جديدا و هددني و كل من احبها بالخلع عن طرق الذكاء الاصطناعي الذي أصبح البعبع و المنغص علينا حياتنا معا
نعم عشق الصحافة و أصبحت أحد مريديها فمجرد أن اري اسمي عليها أجدني اعانقها و بمجرد أن أمسك قلمي أو الكيبورد أشعر انني اتغزل في مفاتنها و لكن أصبح لدي غريم أخشي ما أخشاه أن يكون محلي
فهو عشق مسموح أتمني الا يكون ممنوع