
محمد عباس يكتب : حلة حب
وقتا طويلا قضيته لكي أصل إلي معني كلمة “الحب” وأقوم بكتابة هذا المقال، وبعد ساعات وساعات في سماع عدد من المقطوعات الموسيقية الرومانسية واستحضار كافة المواقف التي شعرت خلالها بالحب.. بدأت أنفي تسير وراء رائحة جعلتني في حالة شديدة من السعادة وبعد دقائق علمت ان صديقتي وشريكتي وحبيبتي في المنزل تعد لنا أكلة أحبها كثيرا، ووقتها خطر على بالي معني للحب من الممكن ان يراه البعض “تافها” إلا انني أرى انه معنى أعم واشمل للحب.
أدركت ان لولا اختيار المكونات والمقادير الصحيحة والمناسبة والمميزة لهذه الأكلة ومزجهم في “الحلة” لم أشعر بهذه السعادة، أيضا الحب كذلك فإذا كان اختيارك لشريكك في الحياة صحيح ومناسب لك ستدرك وقتها المعني الحقيقي للحب الذي سيزداد يوما بعد الأخر، وأدركت أيضا انه كما يقوم بعض الطهاة بالتعديل في الاكلات وإضافة الكثير من المكونات لها من الممكن أيضا ان نقوم بهذه التجربة في حالة الحب التي نعيشها والتي تسمح لنا قواعدها واساسها بالتجربة لكي نشعر بالتجديد وإذا فشلت الإضافات الجديدة في تعديل شكل الأكلة أو حالة الحب من الممكن ان نعود سريعا للأصل الذي نعشقه دون أي أضافات.
وأخيرا وجب علي أيضا ان انوه إلي أن “حلة” الأكل يجب أن تكون أيضا مناسبة للأكلة وليس فقط المكونات والمقادير وذلك لضمان خروج الأكلة بشكل جيد ومميز يشعرك بعد الانتهاء من طبخ الأكلة انك أنجزت إنجازا كبيرا ووقتها ستنعكس هذه الفرحة على قلبك وعقلك.