
نيرمين فاخر تكتب : الحب وأشياء أخرى
الحب هو أرقى المشاعر الإنسانية وأعظمها، وهو سبب لحب الحياة والأقبال عليها ويجعل المحب أكثر قدرة واحتمالا لمصاعب الحياة ومقبلا عليها وحريص لكل لحظة فيها لأجل الحبيب الذي يخفف ألامها ومشاكلها،، كالبلسم السحري قادر على محو أثر العناء والتعب عن القلوب بهمسات رقيقه
فالجميع متفق على أن الحب شيء رائع وضروري ولكن القليل يتفق على المعنى الحقيقي للحب
فهو العطاء بلا تحفظات ولا شروط أو حسابات للطرفين، فالحب قادر أن يخلق أجمل صفات الشخص لكي يكون وعاء قوي ومحكم للاحتواء الأخر ومساندته ودعمه فيكون كل طرف للأخر قوة وقت الضعف وفرحة وسط الأحزان وجبر بعد الكسر ونور يشق عتمة الظلام ..
واعترافك بالحب يدل على صدق قلبك ونبل مشاعرك وقوة أيمانك بمن تحب
وكما قالت الكاتبة الجميلة راقية جلال الدويك: ((إذا أحببت أحدا فأخبره ليعلم.. وكررها ليطمئن.. وأعمل بها ليوقن.. على أن تسكت عنها متى سكت القلب ))
ولكي تكون صادق في حبك فعليك أن تعيش الحب في مراحله الثلاثة
فمراحل الحب الثلاثة تبدأ بحب العين ثم القلب ثم العقل
- حب العين، او حب النظرة الأولى: فعندما تشعر بالحب من النظرة الأولى يحدث ذلك في غضون ثوان وغالبا بشكل غير متوقع بمجرد ألقاء نظرة خاطفة على الشخص فأن شعورك بالانجذاب نحوه يميل إلى الزيادة بشكل كبير، وفي النظرة الأولى تخطفك شكله، وسامته، شياكته، طريقة كلامه… كل شيء يقوم به يكون مبهر لك ومثير لاهتمامك وهذا يسمى بالأعجاب..
فالحب في الأول يكون مفعم ومتوهج بالشغف والاشتياق، تكثر المقابلات وتطول الأحاديث وتتسارع دقات القلوب ويعلو سقف الأماني وتمتد الأيادي لخطف نجوم السماء وتقديمها للمحبوب. - ثم يبدا حب القلب، ويأتي بالاعتياد، إذا كان الحب حقيقي فهذا الاعتياد الذي حل محل الشغف يصبح أمان أكثر مغلف بالثقة والاحتواء ويتحول التوهج في كثرة المقابلات والأحاديث والهدايا إلى مواقف وقتها ينتهي الانبهار بالأشياء المادية ويهدأ الشغف العارم وتنتظم ضربات القلب المتصاعدة وتنكشف الشخصيات بطبيعتها فيأتي الاهتمام والدعم والثقة وتبادل الأراء والأفكار، وبعد التعود يأتي الاكتفاء بعد المرور بعد عدة مواقف وردود أفعال فيأتي التكيف مع اختلاف الطباع وقبولها فتزول حواجز الخجل والحساسية وبيداء يشعر الحبيبان أنهما السكن والوطن الأمن لبعضهما ..
بعد الاعتياد والمواقف ومرور السنين ينتهي معنى الحب الرومانسي الحالم بأحاسيسه المتوهجة وبيداء حب العقل المتزن الهادئ حب العشرة الذي يظهر معدن وأصل كل منهما
ويقال: أنه أسمى معاني الحب وهو الحب الحقيقي الذي يتعمق في الشخص حب العشرة ما تنشأه المواقف والشدة والأزمات فيصبح الحبيبان لا يستطيع أحدهم العيش بدون الأخر ولا التمتع بالحياة دون حبيبه..
نتفق أن الحب يأتي للعشاق متفردا دون أسباب أو سبق إصرار وترصد ولا يحمله رحم ولا يجذبه فكر ولا تورثه العشرة لكنه يأتي كاستجابة لدعاء مضطر وإغاثة لملهوف لصدفة في زحام العالم.. يأتي الحب أعمى يشبه كرمز العدالة أمرأه معصوبة العينين لا تعرف غني من فقير جميل أو قبيح لا يعترف بفرق الطبقات والديانات ولا العمر أو المسافات ..
وبما أننا في عيد الحب أو عيد العشاق فاستمتعوا بالحب وأدخلوا السعادة والفرح في قلوب من تحبون، تمسكوا جدا بمن تحبون فالحياة بلا حب كأنه سجن مظلم..
وتذكروا أن الحب لا يأتي في الأعياد أنما كل يوم فيه شعور حب صادق هو عيد..
فطوبى لكل عاشق أهدى قلبه مزين بالوفاء والخلاص للحبيب .