Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
رأيك

هبة عادل تكتب :عن العشاق سألوني .. و أنا أفهم و أفهم

عن العشاق سألوني.. وأنا في العشق لا أفهم ،، هكذا تغنت الست ” ام كلثوم “في فيلم ” سلامة” من كلمات بيرم التونسي و لحن زكريا أحمد ، صدحت بقلب أدعى أنه لا يفهم، مع يقيني أنه محترقا من كثرة الفهم ، ولكني سأحاول أن أصدقها، هي لا تفهم ، لذا ناديت أنا تعالوا الي .. فأنا أفهم وأفهم وأفهم .. ولكن من أين جاء فهمي هذا ؟ إن له قصة ورواية وحدوتة كبرى يمكنني أن أرويها بدمي قبل الكلمات .


كنت في مقتبل شبابي أعشق الاستماع لأغنيات” كاظم الساهر” ومازلت ، هذا العظيم الذي شدا بكلمات مكتوبة في السماء قبل الأرض، صاغها الشاعر البديع نزار قباني ، ليصرخ كاظم مطالبا حبيبته أن تقول له: أحبك كي تزيد وسامته فبغير حبها لا يكون جميلا، يطالبها أن تقول أحبك كي تصير أصابعه ذهبا وتصبح جبهته قنديلا ، بل وصل الأمر به إلى حد شعوره بأن كلمة أحبك منها ستجعله بين العاشقين رسولا .
وفي موضع أخر يسألها: هل عندك شك بأني من عينيك سرقت النار وقمت بأخطر ثوراتي ؟ وأنك نار تجتاح كياني وفرحا يطرد أحزاني، ويسألها كيف سأنقذ نفسي من أشواقي وأحزاني؟ وماذا أفعل فيك.. أنا في حالة إدمان، و يسألها الحل فأشواقه وصلت لحدود الهذيان ، ولم لا؟ فهي من علمه حبها أن يحزن وقد كان منذ عصور محتاجا لإمرأة تجعله يحزن ، ويطالبها مع هذا أن تزيده عشقا رغم نداءه لها: يا من أحببتك حتى أحترق الحب،و مع يقينه أن حبه هو حب مستحيل يقول: يسعدني أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية ولو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية، يا إمرأة تمسك القلب بين يديها.. أحبك جدا وجدا وجدا وأرفض من نار حبك أن استقيل، وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقيل؟ وما همني إن خرجت من الحب حيا وما همني إن خرجت قتيلا .


إلى غير ذلك من عشرات المعاني التي كانت تجعلني أسرح بخيالي وأتصور ما عساها أن تكون تلك المرأة التي يغني لها كاظم هذه الكلمات وينسج من أجلها نزار هذه المعاني ويصفق لهما الجمهور باكيا من قلبه؟ هل توجد إمرأة تحمل مواصفات يستحق من أجلها أن يحترق قلب رجل و يصعد من جسده الدخان صارخا إلى السماء طالبا الرحمة ؟
حتى جاء اليوم الذي نظرت فيه إلى مرآتي ، فوجدتها ،وهالة من المشاعر حولي منحني إياها من هو أقوى من نزار وأروع من كاظم ، فهام قلبي مسحورا مبهورا لا يصدق ما يمر به وانطلقت فرحة أبشر حبيبي الذي غازلني واصفا إياي بأنني أبعد من حدود المدى وأنني إمرأة سماوية حاوية نبوءات العشق بين أهدابي ، ومن ناحيتي رأيته ” أدم ” ،رأيته سيد التأثير الذي حطم عنادي السابق تجاه الموجودات جميعا وسمعت صوت قداسات الحب يحيي النبض داخل عروقي ورأيت في وجهه ملمس الحلم، نور الوجود، أمل الغد ، طريقي إلى الفردوس .. فصرخت إليه:هلم نحرق بنار هوانا حتى الحريق ، ومع نطقي لهذه المفردة ، انتبهت أو نبهوني إذا أردنا الحقيقة ، ليسألوني عن العشق ..قالوا : هل حقا يوجد حب كهذا؟ حب هذا مقداره؟ وإن كان من الممكن أن يوجد،هل تتوقعين له الاستمرارية ؟ ما مصيره يا ترى ؟هل إستطاع أن يصل بقلبيكما إلى المنتهى؟ أم كان القهر كالعادة واقفا له بالمرصاد صاحب الكلمة العليا والقرار الأخير، كارها لكما الحياة؟فهل تقبل النيران وجود شيء أقوى منها لتستسلم أمامه وتعلن هزيمتها؟ للأسف لا يمكن ولم تخلق هذه المادة بعد، حتى الماء لن يفعل، فحسبكم من غضب النار فماء الطهر ماء عذب لا يستطيع أن يطفئ ظمأ القهر .


شعرت هنا بأن حبي يقتل، مهما توسل وإن الفاعل معلوم ويعلم أننا نعلمه ويفخر بذلك العلم ، شعرت هنا بأن الذكرى تتجدد مع مفاهيم الألم المستبدة ومعاني الوجع الكبرى ومتاهات المأساة المعتمة داخل سراديب العمر الضائع ، وأنني مهما كتبت من كلمات في سطور يبحث كل حرفا فيها أو يحاول البحث عن مفاهيم الرحمة، فسيكون الجواب محسوم بلا جدوى ، فالماضي العتي هو الأقوى والقهر دائما هو الفائز بدموع العيون لهؤلاء المنتمون مثلي لمدارس العشق الأبدية ، أولئك من كانوا على موعد مع قدر من المستحيل تغييره ، قدر قادرا أن يقتلعك من جذورك ويرى في دمائك السائلة على كفيه شرفا عظيما ، وهنا أدركت أن القهر والحرمان والألم هم أعداء الحياة، حين خلعوا مني القلب الذي كان لتوه فرحا و وأدوه في قبره واضعين على هذا القبر لافته “هنا ستبقى إلى الأبد” .. فأيقنت أن حبي وكلي صار كرماد لن تبقى منه غير رائحة الذكرى ،
فنعم إذا سألتوني عن العشق فلن أحدثكم سوى عن القهر ، وبالمناسبة في عودة لباقي كلمات أغنية “ام كلثوم” التي بدأنا بها وقالت: إنها عن العشق لا تفهم، عادت لتكمل قائلة : سمعناهم يقولوا :”العشق حلو حلو وأخره علقم.. وشيء منه العذاب أرحم” ، الم أقل لكم أنها كانت تعلم وتفهم، وتصوري أن قليلون هم من نجوا من هذا المعبر الضيق وكان الحب بالنسبة لهم شيء جميل فقط بعيدا عن عذابه الأليم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock