
نيرمين فاخر تكتب: مخاطر الإفراط في التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة
أعظم خطر بداء في القضاء على البشرية وهدم أساسات المجتمع والانفصال عن الواقع والانعزال عن العالم الخارجي والانطوائية خلف شاشة صغيرة تتحكم في حياتنا بشكل كامل حتى أصبحت عقولنا لا يشغلها شيء سوى ما يدور في هذا العالم الافتراضي …
عالم فيه نشر الفضائح والإباحيات سهله وممكنه، فأصبحنا نخاف ونرتعب من توجيه كاميرات الموبيل لنا أكثر من السلاح لما يمكن أن يوجهنا من خلال برامجه المختلفة وذكاء اصطناعي
وكم هي المخاطر الذي يمكن أن تواجه أشخاص بدون علمهم لمجرد التقاط صورة في موقف ما
أصبح التطور والتكنولوجيا والتحديث المستمر هيستريا وهوس أصاب العقول وشتت الأذهان وقيد الفكر والأبداع ونزع الإنسانية ليصبح الذكاء الاصطناعي بديل للإنسان وأصبحت البرامج هي المسيطر على كل ما يشعر به الأنسان حتى المشاعر والأحاسيس..
أصبحنا في انعزال اجتماعي غير قادرين على تحمل الأخر والتواصل معه وجها لوجه ..
تلاشى السلام النفسي وحل محله التوتر والضغط النفسي والقلق والاكتئاب لما يعرض يوميا أمام أعينا ونحن نرى من خلال الشاشة الصغيرة ما يظهر حياة الأخرين بشكل مثالي
بشر في قمة المثالية والتدين، وكم الانبهار بالمستويات الراقية والغنى وإعلانات الفلل والقصور والمدن الجديدة والملايين التي تهدر وكأنها بضعت جنيهات
وحتى التنزه أو السفر والمطاعم والتفاخر والتباهي، فيشعر الأخر بالدونية والفقروالنقمه علي حياته، ويتملكه الياس والأحباط لعدم قدرته للوصول الى هذا المستوى ..
تأثرت علاقاتنا بمن حولنا وزادت شكوكنا ومخاوفنا لما يعرض علينا كل يوم من التحرش الجنسي والشذوذ و زنا المحارم والعلاقات الغير سوية التي نرها كل يوم متمثلة في رجل مسن يتحرش بطفل صغير أو بشاب يهتك عرض أخته أو أمه أو مدارس ونوادي وأماكن تجمعات تسمح بالشذوذ الجنسي
والرجال التي أصبحت نساء والنساء تبدلت بالرجال وغير جرائم القتل والعنف والأهمال والاستهتار بروح الأنسان ..
أهانت الأشخاص لأنفسهم على مواقع التيك توك وغيرها لنرى أزواج يعرضون أجساد زوجاتهم ومسنين تتراقص وبنات تتحدث بطرق مثيرة وملتوية لجذب مشاهدين ومكسب مادي، انتهاك خصوصية البيوت وفضح حرماتها
انخفضت الثقة بالنفس وعدم الرضا والقبول لما نتعرض له من التنمر والتحرش والإهانات عبر التعليقات السلبية غير اللائقة، فأصبحنا نختبئ خلف الفلاتر لعدم قبولنا لأشكلنا وطبيعتنا والمنشورات الكاذبة التي لا تمت بشخصياتنا بصله وأصبحنا نكذب بكل صدق ونصطنع الود والمجاملات بكل نفاق و ندعي المثالية بمنتهى الفجور..
تحولت برأت أطفالنا لعدوانية وتوحد،وأنطوائيه وتحول ذكاء الطفل لصعوبة في التركيز وتشتت في الانتباه ورفض وعناد مما أفقده التمتع بطفولته وافقده التواصل مع أبويه واخواته وأصدقائه..
تلاشت القيم الاجتماعية وانهارت المبادئ الإنسانية وأضمحلة الهوية الشخصية بكامل أردتنا بدون وعي أو دراية بما ينتظرنا في المستقبل من بطاله و عطالة وفقر وغلاء واستبدال الأنسان بألة أو ربوت …
انتبهوا لمستقبل أولادنا وحمايتهم وحماية هويتهم من استخدام التكنولوجيا بشكل خاطئ وتجنب وصول الأطفال للمحتوي الغير لائق وعدم السماح للطفل بامتلاك موبيل والدخول للمواقع والتكنولوجيا إلا في سن معين ..
كما يجب تقنين التكنولوجيا الحديثة وتطوير قوانين ولوائح تحكم استخدامها تعمل على حماية الأفراد والمجتمع ، كما يجب تأسيس هيئات رقابية تحمى الخصوصية والمعلومات عن الأفراد والمجتمع
كما يجب تعزيز الوعي حول مخاطر التكنولوجيا وكيفية استخدامها بطريقة أمنة وصحية من خلال منظمة التعليم والنوادي ودور العبادة والأهل ..
اللهم أحفظ وطنا وأجعله أمنا وأمان وأرعى أولادنا وأجعلهم أسوياء نفسيا وأصحاء جسديا، وأجعل مستقبلهم مشرقا ومليئا بالنجاح والازدهار..