د . محمد اسحاق يكتب: الفن والواقع والواقعية

الفن رؤية تجاه الوقع مبنية علي وعي ودراسة وثقافة ..ورؤية تعني التعدد والاختلاف والتميز ..والواقع موجود والفن بهذا ليس الواقع مباشرة مثل الكاميرا وقليل من يدرك الفرق بين الواقع والواقعية ..حتي التجريد رؤية تجاه الواقع ..قائم علي دراسة ووعي لهذه الرؤية .. إشكالية ..وعي وإدراك ومفاهيم..مشكله ايهما افضل ..نتيجة عدم وجود ثقافة لممارس أو منتج الفن او المجتمع ..

نستمتع بواقعية رمبرانت و مودلياني ومونيه وبيكاسو ..والحضارات القديمة وفناني عصر النهضه والعصر الحديث ..اذا كان هناك وعي من الطرفين المنتج والمشاهد .

فالطبيعة بعناصرها ثابتة ..فالشجرة والإنسان والحيوان والجبال و..عناصر ثابته انما المتغيير دائما الرؤيه وفلسفه وفكر وثقافة كل عصر ..ولهذا تعاقبت الحضارات واختلفت من عصر الي اخر ومن مكان إلي اخر ..وفي المدارس والاتجاهات والأساليب الفنيه ..وهذا الاختلاف لم يظهر فقط في الفن الحديث والمعاصر بل كان موجود في الماضي دخل الزمن والحضارة الواحدة ولانها كانت فنون جماعيه غابت عنها الاساليب الفرديه بحكم توجيه الدولة او السلطة للفن وفق تعاليم وقواعد ورؤيه ذات منابع مختلفة التوجه فلم يكن الفروق واضحه كما حدث في اوخر القرن التاسع عشر والعشرين ..فكانت الحريه الفكريه والتخلص من التوجيه للفن ان ظهرت الفردانيه في الرؤيه حتي تحت مظله المدرسه او الاتجاه الفني الواحد واصبح لكل فنان بصمته ..فكانت رؤيه ذات فكر يتناسب مع مقومات العصر من تغييرات واختلافات ..فكانت البصمه الشخصيه والتمييز للفنانين المبدعين ..

وكان لكل فنان منهجيته الخاصه وتجربته الفنيه من واقع دراسته وثقافته الواعيه لاصول الفن وقواعده وقيمه ..وقد يخطأ المتلقي للحكم علي التجربه الفنيه من واقع الصوره النهائيه انها مراحل من الدراسه حتي تبلورت الشخصيه واصبح للفنان بصمته او اطاره الخاص…

والفن ليس موضه تظهر وتختفي بوجد اخر ..فنجد التنوع والاستمرارية لقناعات كل فنان وتجربته ورؤيته …وهنا نقف اما كلمه واقع فالفن رؤية تجاه الواقع وما التجريدية والواقعية والسرياليه و حتي المفاهميه ما هي الا رؤية تجاه الواقع ..

والحكم هنا علي صدق التجربه الفنية وإدراك الفنان لمفهوم الفن وجمالياته وتقنياته واصوله.