هيام عبد العزيز تكتب : رحلة ابداع
انا هيام عبد العزيز متولي بنت اتولدت في عيلة متوسطة الحال وسط خمسة اخوه اولاد ، وبالرغم من التربية الشديدة والصارمة لم يكن لي أحد غير جدتي التي كانت تحنوا علي ، وأبي رحمه الله عليه.
وكان صديقي وكل ملاذي هي الكتب التي كنت أمشي مسافات كثيرة لكي ادخر مصروفي وأجري أخر الأسبوع اشتري الكتب لقراءتها في الأجازة واخفيها من أعين من حولي .
وكان هناك مسابقة في المدرسة فشجعنيي والدي على الدخول فيها بالقصة القصيرة والشعر، ولكن كنت بين الحين والآخر ارسم أشياء أيضاً كان يعجب بها والدي ،فتقدمت ايضا برسم لوحة في المسابقة .
وفي اليوم المحدد لإعلان نتيجة المسابقة كنت ما بين الطلاب انتظر في طابور الصباح واعتقد بأنني لن احصل على شيء وكانت المفاجأة بأنني حصلت على المركز الأول في الرسم والقصة والشعر ، و كانت أول فرحة لي ، ورجعت للبيت وأنا في قمة سعادتي لازف إليهم هذا الخبرالذى قابله أبي بسعادة عارمة، أما أمي قابلته باستهزاء وكان ذلك ما احبطني وظللت أقاوم إلي أن قتل بداخلي كل شيء شغفي وحبي للرسم والكتابة وتركت كل شيء لكي اكمل تعليمي، وتزوجت وانجبت وللأسف طلقت ومعي ثلاثة بنات أصغرهم رحمة ستة اشهر وسنتان تقي وهدي أربع سنوات، وقمت بكل ما أوتيت من قوة لكي لا أشعرهم بالنقص في أي شيء أو لكي لا يشعر اهلي بالعبء الذي اتحمله، فحملته لوحدي لأنني من اتخذت هذا القرار.
إلي أن كان صدفة كنت أقوم بالنقاشة للمنزل انا وبناتي فوجدت لوحة من خشب وكان عندي فرشاة لتدريج الألوان وأخذت يدي تتحرك وترسم هنا وهناك ووجداني، أري هذا لبناتي فاثنوا عليه جدا ، بتساؤل “انت اتعلمت ترسمي ازاي”، فقصصت عليهم ما حدث فقالوا لي أمي لو نفسك تكملي كملي واحنا معاكي ، فعلا اخذت الدعم الأول من بناتي وقفوا بجانبي وبحب استطعت أن أصل لما أنا فيه الآن في خلال سنة ونصف فقط هي فترة بداية رسمي الي اليوم.
حيث اشتركت في أول معرض لعرض لوحات لي ومع خوفي شجعوني ووقفوا بجانبي وكل الأشخاص القريبين لي شجعوني إلي أن وصلت إلي هذ المستوي في الرسم و أن أصل اصلا لهذا الجاليرى العظيم هو لمسات ليس بالفرشاة فقط بل لمسوا قلبي بحنيتهن وذوقهم الراقي في المعاملة، لهم منى ألف شكر هم وكل من شجعوني أولهم بناتي واخوتي واقاربي.
