إبداع

رانيا الفقى تكتب : و انطفأت شموع القلب

طرق الحب باب قلبها . لم تكن تجاوزت التاسعه عشرة ,لكنه الحب الذى جعلها تشعر انها امراة لها قلب ينبض ..
كان قريبها . نادرا ماتراه ,لكنها تشعر انه معها طوال حياتها ,يضحك لها. يتحدث معها . وعندما تتلاقى عيونهما , لا تقدر ان تقول كلمه واحده,تطول السنوات , لايحدث لقاء بينهما. وعندما تاتى اللحظه التى طالما انتظرتها .تجلس صامته خامده!
مرت السنوات والقلب يزداد شوقا وحنينا , حتى جاءت تلك الفرصه دعوه من عمتها لحضور حفل عيد ميلاد ابنتها .
علمت انه ايضا من المدعوين ,سوف تصارحه بحبها هذه المره
وربما يحس من نظره عينيها الحنين ومن نبره صوتها الشوق الدفين.
فى شقه عمتها انتظرت وانتظرت ,لكن تاخر الوقت وتجمع المدعوون وهى تترقبه فى لهفه وقلق .. دق جرس الباب
كادت تنتفض من مكانها لتفتح . ذهبت فتاة صغيره . ولم يكن هو ادركت انها لن تراه وسيبقى حبها داخل قلبها الى الابد .استسلمت لليأس !
بعد مرور اقل من نصف ساعه دق جرس الباب مرة اخرى
وفتحت نفس الفتاة , لكن هذه المره . كان هو .. امتلكها شعور
لايوصف .الفرح امتزج بالدموع والقلب يدق ويدق معلنا حبه, رافضا عالمه المادى ,ناسجا خيوطا من الخيال .
قالت فى داخلها : لقد جاءت فرصتى لاتحدث معه , لكنه كان بعيدا عن عينيها اللامعتين , اخدت جريدة تتصفحها دون ان تقع عيناها على شىء مما فيها .فتناول هو الاخر جريدة يتصفحها
شعرت انه يلاحظ ماذا تفعل ..
نادت عليها عمتها لتقدم بعض المشروبات للجالسين هرولت لعلها تقدم له شيئا .ويحدث بينهما حوار .. لكن للأسف تولى زوج عمتها الامر كله ,يئست , جلست صامته حزينه ..
وقررت ان تنتقل للغرفه المجاوره لتجلس شريدة حائره..
لكن لاحقتها عيناه .. وبعد برهه من الزمن جاء ضاحكا كعادته ,
صافح الجميع عداها فقد كانت فى ركن بعيد ,سألها عن حالها
,ردت وهى ترتعد : بخير .. كيف حالك انت ؟
ردا قائلا بخير والحمد لله, بعدها انصرف من الغرفه
تأخر الوقت وطالبتها أمها بالانصراف ,لكن عمتها اصرت ان تنتظر بعد ذلك لفترات طويله .. رأى النظره الحائره فى عينيها . لكنه لم ينطق! تجمع المدعوون حول المائده تتوسطها تورته كبيره عليها ثمان شمعات عمر الحب فى قلبها .
تأهب الجميع لاطفاء الشمع .فى تلك اللحظه . فأجا الجميع بخبر ارتباطه بزميله له فى العمل .. ودعى الجميع لحضور حفل خطوبته وانطفأت شموع التورته…
وقتها فقط ادركت ان الذى انطفأ شموع قلبها الصغير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock