رأيك

هانى سامى يكتب : هانى فرحات ربما يشعل النار فى مهرجان الموسيقى لحساب السعودية

ربما قدرنا أن يكون بيننا ” والى عكا ” ، فى أكثر من صورة بثياب مهن مختلفة ، وأظن أنه مهما بلغت مظاهر التخفى والاحتيال ، حتماً ستسقط عنهم الاوشحة المزيفة ونرى حقيقة كل منهم ونخبرهم أننا نعى ابعاد المسرحية ، حتى قبل أن يفتح الستار .

قبل سنوات بعيدة كانت كل الأسر المصرية تذهب لشراء الاقمشة واللجوء للخياط ليصنع ” بنطلون انيق ” للأب والابناء ، فقد كان كثير من الأسر تُعد شراء الملابس الجاهزة أمر غير مستحب ولا يليق ، بمرور الوقت زادت سطوة عروض افلام السينما الامريكية على شاشات العرض المصرية ، ومعه ظهر ” البنطلون الجينس ” ليختفى القماش نهائياً وبات من يرتديه ينظر له على أنه راجعى أو متخلف عن الموضة بعض الشىء ، هكذا تم استعمارنا و مسخ هويتنا وذوقنا فى الملبس وبأى طريقة ؟ بالسينما .

منذ أيام قليلة قرأت تصريحات صحفية للموسيقار خالد داغر رئيس دار الاوبرا الجديد أدلى بها للزميلة سارة نعمة الله نشرت ببوابة ” الاهرام ” ، وكان أبرز تلك ما جاء على لسان داغر ، أن لدينا أزمة فى الهوية الموسيقية وان المؤسسة القائم على ادارتها تحتاج دعم جميع مؤسسات الدولة لمواجهة الأزمة ، فسعدت ليقظة الرجل ولكن الأمر تبدد تماماً ، فقد قرأت فى اليوم التالى حواراً مطولاً للموسيقار هانى فرحات وهو المدير الجديد لمهرجان الموسيقى العربية ايضاً ، ادلى به للزميلة هبة محمد على ، نُشر بـ ” روزاليوسف ” المجلة ثم الموقع ، وهنا انفجر موسيقيي دار الاوبرا غضباً كان تملكنى قبلهم بعد قراءة الحوار ، وتلقيت العديد من الاتصالات التليفونية وعبر مواقع التواصل الاجتماعى وتطبيقات الهاتف فيها استغاثة ومطالبة صريحة أن تقوم الصحافة والإعلام بدورهما فى دعم أبناء دار الأوبرا مما استشعروه إهانة وتهميش لهم على يد المدير الجديد لمهرجان الموسيقى العربية ، حاولت كعادتى العمل على التهدئة ووضع الامور فى اطارها المنضبط ولكن الضغوط كانت تتزايد من نجوم الاوبرا باستدعاء كل صاحب قلم للقيام بدوره ، فقمت بتسجيل فيديو يوم 20 مايو أحذر فيها مما يحدث وانهيته بسؤال هام هو ” ما هى الاجندة التى جاء هانى فرحات لتنفيذها ولصالح من ؟! ” .

تصاعد الأمر وطالب نجوم دار الأوبرا باعتذار هانى فرحات علناً ولكن الرجل كتب على حسابه ضمن ما قاله ” أنا لا أفعل ولا أقول شىء إلا بعد الاتفاق مع الوزيرة ورئيس دار الاوبرا ” وأشعل النار اكثر فاضطر خالد داغر للخروج بتصريحات للإعلامية سهير جودة يعلن بها أن مدير مهرجان الموسيقى العربية اخطأ فى تصريحاته وخانه التعبير ، وأنه – أى داغر – فى اجتماع مع أبناء دار الأوبرا وهو يتحدث للبرنامج الآن ، وتم تسوية الأمر ليستبدل دار الأوبرا هاشتاج ” ادعموا موسيقي دار الاوبرا ” بهشتاج ” شكراً خالد داغر ” ، دون اعلان اى تفاصيل او صدور بيان رسمى بما حدث واكتفى الجميع بصورة جماعية على الصفحة الرسمية لدار الأوبرا.

جيد أن يتم احتواء أزمة اخرجها أهلها للصحافة الذى يتعامل معهما البعض كمنديل ورقى يلقيه فى القمامة بعد قضاء حاجته ، والحقيقة انى بشكل شخصى أعلم الكثير من الأزمات فى دار الاوبرا منها من تدخلت وزيرة الثقافة لحلها ، ولكن مادام الأمر داخل جدران البيت ، فلابأس من التجاهل فهو هنا للصالح العام .

لم اتوقف فى الأزمة الاخيرة لمطربى دار الاوبرا عند غياب التنسيق الاعلامى والعشوائية والفوضى والتناقض بين تصريحات هانى فرحات وخالد داغر ولا حتى توقفت عند أزمة اصحاب الشكوى من الموسيقيين الذين أُطفأت نيران غضبهم ، بل اتوقف عند دلالات وأبعاد المشهد كاملاً واعود هنا لتصريحات هانى فرحات سبب الازمة .

فالمايسترو القادم لإدارة مهرجان الموسيقى العربية العريق ضمن ما قال فى حواره ” أن المهرجان ليس لابناء دار الاوبرا وان مطربى الاوبرا لن يصعدوا مجدداً بين فقرات كبار النجوم فى مهرجان الموسيقى العربية وستم الاحتفاء بهم فى مهرجان خاص خارج الموسيقى العربية ، من المفاهيم المغلوطة ان المهرجان ليس مصرياً بل عربياً ، اتخذت قراراً بعدم غناء نجوم الدورة القادمة فى الدورة المقبلة للمهرجان ، أنا قادم لتنفيذ اهداف محددة ، محمد عبده استاذى ، ما استطيع تأكيده هو أن المشاركة الخليجية ستكون قوية الدورة المقبلة وباسماء لها وزنها”.

ربما تمر هذه التصرحات مرور الكرام لو كانت بعيداً عن تخوفات الجميع للسطو على قوتنا الناعمة وسعودة وخلجنة الفنون فى مصر بزعم التطوير والتعاون بين الاشقاء ، ولكن التصريحات فى هذا التوقيت من هانى فرحات تشبه عود ثقاب مشتعل القاه بين بين الدولة الشقيقة ومصر على أرض دار الاوبرا بسبب هواه السعودى فالرجل هو موسيقار 90 بالمائة من حفلات هيئة الترفيه بالسعودية ويشاع انه المستشار الموسيقيى لشخصية هامة هناك ، كما يتردد امتلاكه لشركة خاصة يعمل بها كثير من الصحفيين والإعلاميين بالمؤسسات المرموقة فى مصر ويحجون ويعتمرون على نفقة ” صاحب المحل ” ويكونوا حائط صد بل ولجان مأجورة وقت اللزوم ، حينما يعترض أو يتفوه أحد على تنفيذ الرجل لاهدافه التى لم يعلن عنها وتراهم على مواقع التواصل الاجتماعى يهللون لسيدهم مطالبين تركه يصنع التطوير فى مهرجان الموسيقى العربية وكأن المهرجان يعانى التخلف ، ونرى اعلامى يعلن عن عودة مهرجان الموسيقى العربية وان لدينا هانى فرحات ، وكأن المهرجان الغى دوراته ولم يكن له مدير فى الدورات السابقة !!!

كتبت كثيراً ان فكرة التعاون السعودى المصرى فى مجال الفنون لا تزعجنى اطلاقاً ، فالاشقاء لجؤوا لنا ولكوادرنا الفنية كما حدث من قبل واستعانوا باطباء ومهندسين ومدرسين وإعلاميين فى مجالات مختلفة لبناء نهضتهم ، ولكن فى الذاكرة عمليات السطو التى تمت على افلامنا السينمائية عبر صفقات قديمة ومشبوهة وصرنا لا نشاهد تراثنا المصرى إلا عبر قنوات أشقاءنا بالسعودية ، وكذلك الموسيقى ، واحتكار الرياضة الذى كانت نقطة بدايته من عند اشقائنا ايضا ، ومحاولة اقتحام مجال الرياضة عبر شرائهم لأحد الاندية بزعم الاستثمار .

قبل اسبوعين تقريباً خرج مسئول سعودى على إحدى القنوات ليطلق التبريكات لهانى فرحات لتوليه المنصب الجديد ، وأنه اتفق مع وزيرة الثقافة فى وجوده باقامة ليالى سعودية ضمن مهرجان الموسيقى العربية وهذا ازعجى للغاية ، لأن المدير الجديد لم يخرج ليعلن صحة الأمر وانه ستكون أيضا هناك بجانب الليالي الخليجة ، أخرى تونسية وعراقية وليبية وجزائرية وسودانية واريتريا ، فالرجل قال انه يبحث عن التنوع واثراء المهرجان عبر التنوع فلماذا يتحدث عن السعودية ويتجاهل موسيقى باقى اشقائنا العرب ؟!!! ، لماذا يتحدث عن الهوية الخليجية ويريد اقصاء ابناء دار الاوبرا المصرية ؟!!! ، لماذا تحمل التصريحات اصراراً فجاً لطمث هوية المهرجان و انحراف مساره .

أحد المخاطر التى علمتها على هامش تلك الأزمة ، هو ارتفاع أجور العازفين المصريين بشكل غير مقبول بل أن الكثير منهم يطالب بمقابل عمله بالدولار ليصل أجره عما كان يفعله إلى خمسمائة ضعف ودون مبالغة وذلك بسبب أجورهم التى اصبحت مبالغ فيها فى حفلات موسيقى موسم الترفيه برعاية هانى فرحات ، فبعض المطربين قاموا بتأجيل صناعة اغنياتهم بسبب الارتفاع الجنونى لاسعار العازفين ، وربما يترتب على ذلك تراجع اسهام الموسيقى المصرية فى العالم العربى ليحل البديل الذى بات واضحاً للجميع ، ربما يخرج حنجورى او اكثر يقول ان مصر راسخة بفنها و….. و….. وهى امور لا خلاف عليها ولكن يجب ان نتأمل المشهد جيداً وندرك تأثير ما يحدث على المدى البعيد ، فالحقيقة عند منطقة الفن المصرى ، ارى من وجهة نظرى ودون مبالغة ان الخطر المقبل داهم تحت مسميات ناعمة ولكنها مسمومة .

حق دولة السعودية الشقيقة ان تبدأ نهضتها وانفتاحها الذى تأخر كثيراً ، ونحن ندعم هذا الحق جداً ، ولكن نرفض أن تكون الأحقاد والعقد النفسية القديمة لدى البعض هناك والمصالح ولغة ” السبوبة ” لدى البعض هنا فى مصر هى المحركة للأحداث فيما يخص مجال الفنون ، ويجب على من لديهم إدارة التعاون الفنى بين مصر والسعودية ان يتحلى بقدر اضافى من المسئولية فى القرارات والتصريحات ، حتى لا تتسبب اهواء شخصية فى إفساد العلاقة بين الأشقاء.

فى النهاية أثق أن جميع الرسائل والأحداث أمام جهات وأجهزة الدولة وحتما سيتم اتخاذ ما فيه صالح الوطن والحفاظ على هويته ، وانضم بصوتى لبعض الزملاء بضرورة استبعاد هانى فرحات ، مبكراً قبل زيادة الاحتقان وحدوث كارثة ، وأدعم مطالبة البعض بوجود حفل للمطربة آمال ماهر ضمن فعاليات الدورة القادمة من مهرجان الموسيقى العربية ، فهى ابنة دار الاوبرا وابنة المهرجات وموهبة كبيرة .

.المهرجان سيظل مصرياً عربياً ولن تتم سعودته رغم أنف هانى فرحات وخالد داغر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock