رأيك

محمد سلام .. كمن رفض أن يكون بهلوان فى قلب سرادق عزاء مقابل حفنة ( ريالات ) واشياء أخرى

كتب هانى سامى

فيديو ستة دقائق للممثل المصرى محمد سلام بثه على حسابه الشخصى باحد مواقع التواصل الاجتماعى جاء كصفعة توقظ الجميع مما بات مألوفاً لدينا من مشاهد القــTــل اليومى لاشقاءنا فى فلسـTــين .ذبح سلام علانية غريزة انسانية كبرى وهى زيادة الرصيد فى البنك لينحاز لغريزة انسانية أخرى وهى ” الرحمة ” التى حركها احساسه المرهف ، قطع بيده أوردة مصالح محتملة التى قد تمنع عنه فرص عمل كبيرة ومساحة مضافة من النجومية فى المستقبل ، قضم بانياب وعيه شهوة بناء علاقات جديدة فى افاق أخرى ، خدش بأظفر أصبعه الاوسط عفافاً مزيفاً لكُثر اختصروا تأثيرهم فى القضية بارتداء شال .

انتصر محمد سلام لانسانيته الغير مزدوجة ، انسانيته المتسقة مع قناعات ضميره الاحادية بقضية فلســTــــين ، ظهر كمن رفض ان يكون بهلون ممزق القلب على القتلى مطلوب منه أن يُسعد الحضور فى سرادق عزاء عبر فقرة غير مسئولـة مقابل حفنة ريالات وتسائل ( كيف افعل هذا ؟! ) ، أمام العالم كله وقف سلام يدهس بحذءه كل نظريات نيقولا ميكافيلى التى تشدق بها البعض فى الاحداث الصعبة .

رصدت اصواتاً ” قليلة للغاية ” بغيضة تصف موقف الممثل المصرى بأنه بممارسة النفاق والرياء وكما يقول أهل اللهجة السوقية الطاغية فى زماننا هذا ( محمد سلام بياخد اللقطة ) ، ولا أعرف كيف هذا فإن ممارسة النفاق مرهون بتحقيق مكتسبات وهذه قاعدة جلية انما ان يكون نفاق مرهون بخسارة فادحة فلأول مرة فى حياتى ارصد هذا الأمر الذى فسره أهل العجز بشكل مخز يجرح فنان اضحى صاحب أفضل وأقوى وأشرف موقف تجاه القضية من بين أبناء مهنته .

ربما يردد قارىء فى نفسه وهل مطلوب من كل الفنانيين أن يفعلوا مثل محمد سلام ويكبدوا انفسهم ومن هم فى اعناقهم خسائر كبرى ؟ .. الاجابة بالطبع لا .. فهناك من ابناء مهنة سلام من يشاركوا فى إعداد مواد الاغاثة بمصر وبعض الدول العربية وهناك أخرين يطلقوا مبادرات عدة ، وفريق ثالث قال وجهة نظره فى مؤتمر شاهده العالم كله وغيرها من اشكال التضامن والجهود المحمودة ، لكنى هنا اتحدث عن موقف قاسى للغاية اتخذه فنان تجاه نفسه ومستقبله المهنى و( الرجال مواقف يدونها التاريخ ) ، ربما يردد قارىء آخر وهل من المفروض أن يعتذر كل زملاء سلام عن العرض المسرحى وهم حتماً لديهم التزامات وعقود وغيرها ؟ الاجابة هنا ايضا هى ( لا ) فالفنان هو اكثر البشر انفاقاً لالتزاماته الضخمة ، والحياة اختيارات فمحمد سلام لا شك انه وضع الجميع فى حرج ، ففى الوقت الذى رفض فيه الرقص والغناء والتمثيل والمزاح على خشبة المسرح، قبل غيره القيام بذلك ، بل ووضع موقف سلام الدولة التى تستضيف العرض المسرحى ( السعودية ) فى حرج بالغ امام العالم العربى كله ،حيث تقيم مظاهر احتفالية فى حين أن بقعة عربية أخرى بها قتلى وجرحى اغلبهم اطفال واراض هناك تغلى بالدMـــــاء .

أمس الثلاثاء كنت رفقة أحد أقرب اصدقائى لقلبى وهو من اصحاب وجهات النظر المعتبرة وقلت ( استشعر ان مشاهد القتل لاشقاءنا فى Gـــــزة ستبدو قريباً مألوفة لطول مدة ايام واوقات القصف والتعدى ورغم قسوة مايحدث، فأومأ برأسه موافقاً بآسى بالغ ) ذكرت تلك الواقعة لان ما فعله محمد سلام ربما دون ان يدرك هو نفسه ذلك فقد ، ايقظ الجميع من تلك الغفوة المحتملة .

ما فعله محمد سلام تزامن مع الاعلان الرسمى لمنظمة يونيسف بمقـتــــل 2360 طفل فلسـTـــينى وأكثر من خمسة الاف شخص فى العدوان على Gـــــزة ربما يردد قارىء فى نفسه وماذا تريد أن نفعل بكلماتك تلك ؟ أقول له فقط اجدد التذكرة بأن أدوات المبدع لا تفتقد التأثير ابداً وليست ضعيفة على الاطلاق وان ( الانسان مواقف )

رابط فيديو محمد سلام موقف وكلمات يتشرف بها كل مصرى وعربى و مخلوق يحمل صفة ( إنسان ) وهو اكثر بلاغة من كل حرف كتبته

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock