منال سعيد تكتب : كلام في الحب .. ايام في الحلال !!!!!

شاهدت منذ أيام فيلم ” ايام في الحلال ” علي قناة الحياة مسلسلات وحقيقي انا اعشق هذا الفيلم فهو قصه الكاتب الكبير أحسان بعد القدوس وسيناريو وحوار مصطفي محرم موسيقي عمار الشريعي والفيلم من انتاج نبيله عبيد بطلة الفيلم بالاضافه اللي كوكبه من ألمع النجوم محمود يس ومصطفي فهمي ورجاء الجداوي وحمدي الوزير ومن اخراج حسين كمال ومن إنتاج ١٩٨٥ وحقق الفيلم نجاحا جماهيريا في ذلك الوقت لن أتحدث عن قصه الفيلم أو أحداثه …

فقد استوقفني أحد المشاهد التي تلخص القصه كلها ….المشهد عند دعا ” مدحت ” مصطفي فهمي زوجته ” سميحه ” للعشاء خارج المنزل لانه يريد أن يفاجئها …وأثناء رقصتهما معا …لم تتكلم سميحه اي كلمه واقتصر المشهد علي كلام مدحت وهي بين ذراعيه في رقصه علي موسيقي هادئه وقال مدحت انا هسيبك يا سميحه ” انا عارف كل حاجة وكنت بشوفك وانتي بتقاومي حب مجدي ليكي لكن انا عرفت انا حسيت بيكي …انا هسيبك وانا عارف انك مستحيل تتجوزي مجدي ….وهي تنظر له وترتجف من المفاجأة ومن الكلمات التي أطلقها كالرصاص علي مسامعها حتي افقدتها النطق للحظات …هذا المشهد قمه الرقي والأخلاق والإخلاص بين الزوجين ….قال لها انا هسيبك …ولم يقل هطلقك وارميكي والكثير من المصطلحات التي يمكن اي يتفوه بها رجل عندما يعلم أن زوجته تحب رجل آخر …ولكن مدحت هنا أدرك أن زوجته تحاول الهروب من حب رجل أخري وهي لم تخونه ابدا إنما هو حكم القلوب التي لاتعرف اي مواعيد أو ظروف أو أشخاص …الحب الذي يخترق القلب ويسطو علي العقل في رحلة عذاب نشقي فيها ….قمه الابداع الدرامي بينهم في تلك الرقصه ….تعامل بكل كبرياء بأنه ترك زوجته علي العلم بأنه يعلم علم اليقين أنها مستحيل تتزوج هذا الرجل لانه لديه زوجه وبيت وابنه ويعيش في سعادة. ..واكتفي بأنه ينفصل عنها في هدوء ولا يسمح لنفسه أن يعيش مع زوجه تفكر في رجل آخر وهي بين أحضانه …..وكان سبب خلافاتهم ضعف شخصيه مدحت من وجه نظر سميحه زوجته وهذا الباب الذي تسرب منه رجل الأعمال مجدي …محمود يس لكي يسيطر علي عقلها ويظهر لها أنه رجل يمتلك قراره بل يستطيع أيضا السيطرة عليها وعلي قراراته حتي دخل الي قلبها وبدأ لا يترك لها مجال أو فرصه لتحب زوجها وتعيش في استقرار وهذا نوع اخر من الرجال الذين يخطف الحب قلبهم رغم أنه يعيش في هدوء ولديه حياته الهادئة الهانئة إلا أنه يقرر أن يخطف تلك الزوجه ويتزوجها ويهدم عليها حياتها في انانيه واضحه وحب لهذه المرأة وهذا النوع من الرجال الذي يبرع في هدم البيوت لان امرأة عجينه أو احبها وهي متزوجه ولكن قرر أن يكون الزواج سرا حتي لا يهدم منزله ….فقد كان حمدي الوزير أو حسام الاخ الاكبر لسميحه نوع ثالث من الرجال حيث ينظر إلي المرأة الطلقه حتي لو كانت أخته علي انها متهمه ويجب ألا تخرج من منزلها أو تمارس حياتها وهذه النظرة التي تؤدي إلي الكثير من المشاكل في مجتمعنا الشرقي الذي يضع العادات والتقاليد حتي لو كانت خاطئة فوق كل شيء …وكانت شكوكه حول أخته هي السبب الرئيسي في زواج سميحه من مجدي في السر وبسرعه خوفا من كلام الناس …ثلاث انواع من الرجال تحكموا في حياة امرأة واثروا في حياتها تماما ….وعلي الرغم من حب سميحه لمجدي والذي كان كالشعله الملتهبه التي اضاءات لهم طريق السعادة ….إلا أن مجدي قرر أن تسافر سميحه لندن لتعيش في شقته هناك خوفا أن تعرف سهام زوجته وهي رجاء الجداوي …ولكن مجدي كان يذهب كل شهر او اكثر مرة لسميحه وتولدت الأعذار مرة تلو الأخري إلا أن تقرر سميحه الانفصال عن مجدي بعد أن عاشت معه ” ايام في الحلال “.

فيلم يعرض مشكلة قد تتعرض لها مرات ومرات يوميا في حياتنا ولكن احسان عبد القدوس كان بارعا في رسم الشخصيات وصفاتها …وكان الابداع في الكلمات والحوار بين نجوم الفيلم ولم نجد اسلوب فظ أو طريقه عنيفه من ضرب أو تعدي ولو بكلمه صغيرة وأنها اكتشفت انها خسرت كل شيء كل شيء بزواجها من مجدي الرجل الذي أحبته …فكان يجب عليها أن تحارب من أجل الحفاظ علي بيتها وزوجها مهما كان الأمر …. ابداع ياخذك الي قصه تعيش معها زمن الفن الجميل بكل ما فيه من جمال ورقي واخلاق …ونقل صورة أشبه بواقع نعيش فيه ايام في الحلال … اظن انني اشاهد الفيلم في كل مرة يتم عرضه علي أحدي القنوات ..نحن لا نمل من الأشياء الجميلة التي تحمل المعاني الصادقه وتنقل احاسيس ومشاعر جميلة وتعلم المشاهد اشياء كثيرة دعوة لمشاهدة فيلم ايام في الحلال بعمق ….وحب ….حتي لو كانت ايام في الحلال …