رأيك

تامر عبد المنعم يكتب: كرونا رونا رونا رونا رونا ڤيروس

أكدت كافة الوسائل الإعلامية بناءًا على إحصائيات وتقارير صحية عالمية أدت إلى اعتراف رؤساء كبرى الدول العظمى بأن فيروس كورونا Covid 19 قد ارتقي إلى درجة الوباء وأصبح المواطن الأمريكي في ذات الخندق مع نظيره البروندي يرتعش خوفًا من الإصابة بهذا النوع الخطير من الفيروسات الذي اجتاح العالم شرقًا وغربًا وشمالا وجنوبا وأغلق المطارات وقضى على السياحة.

وأنهي فكرة الأفراح والمآتم والطهور وأعياد الميلاد والكثير من المناسبات الاجتماعية وعطل المطاعم والملاهي الليلية وتابت على يديه صاحبات أقدم مهنة في التاريخ توبة إجبارية وتحولت المدارس والمعاهد والجامعات إلى مسخ أونلاين!!

وتوقفت الصلوات في المساجد والكنائس والمعابد وغيرهم من أماكن العبادات الآخرى، وانهارت دور العرض السينمائية وأغلقت أبواب المسارح والنوادي الرياضية منها والاجتماعية وتوقفت الشيشة والكافيهات ونالت من ملاعب الساحرة المستديرة وأفقدتها متعتها وحتى الطواف بالكعبة توقف والذهاب للبيت المقدس أصبح حلم صعب المنال وبات حائط المبكي بلا دموع!!

وفرقت بين الإبن وأبيه، والأخ وأخيه، والزوجة وزوجها، وابتعد الخال والعم وأبنائهما إلخ.. بإختصار توقفت الحياة وسيطر الخوف علي الجميع.. نعم الجميع جميع البشر بمختلف عقائدهم وعرقهم وألوانهم ودياناتهم ومستوياتهم وطبقاتهم وقل ما تشاء من إختلاف!!

الكل خائف يرتعد في مواجهة المجهول فنحن إلى وقتنا هذا لا نستطيع أن نُجزم بأي معلومة عن هذا الفيروس اللعين، فهل هو تم تخليقه أم هو غاز سرياني أم هو أنفلونزا العصر أم وأم وأم ؟؟ عدنا جميعًا إلى المربع رقم صفر واكتشفنا أن الأمور كلها قد تتحول بين ليلة وضحاها وتنقلب رأسًا على عقب!!

اكشفنا خلال الخمسة أشهر الماضية أنه لا وجود لسوبرمان المنقذ بيننا (في العالم) الذي يستطيع أن يعيد لنا هذا الأمان المفقود اليوم!! فوجئنا بوزراء ورؤساء وزراء وأمراء وجنرالات رجال أعمال أُصيبوا بالمرض اللعين ومنهم من توفاه الله!!

لا كبير في مواجهة الفيروس الخطير ولا ملجأ ولا طعم للحياة فما أصعب أن تفتقد حضن صغيرك وقبلة صغيرتك؟! ما أصعب أن يكون أحد والديك في محنة وأنت لا تستطيع الاقتراب خوفًا من العدوى!!

كل هذا الدمار وما ترتب عليه من انهيار اقتصادي واجتماعي وما أفرزه من سلوكيات الحذر في التعامل هنا وهناك بين أفراد المجتمعات – كل هذا الدمار وأكثر – ولاتزال حرب المايوهات مشتعلة بشواطئ الساحل الشمالي والجونة!! ولازال استعراض السيارات بل وأرقام لوحاتها المعدنية المميزة قائم !! ولازالت استعدادات رقصة الليلة وكل ليلة الأكثر اغراءً قائمة !! سباق كبير بين دول العالم لاكتشاف لقاح لهذا الوباء اللعين وأنا لا يحضرني هنا سوي قول الشاعر المصري الكبير حينما قال في قصيدته الخالدة: كورونا رونا رونا رونا رونا فيروس كورونا رونا رونا رونا رونا فيروس.. بس خلاص.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock