رأيك

«عباسيات».. محمد عباس يكتب: «الشاعر الشوارعي»

عندما قررت أن يكون لي تجربة في كتابة المقال.. بحثت لعدة أيام لكي أقدم فكرة تنال إعجاب القراء.. وبعد ساعات طويلة قررت أن أستمع لبعض أشعار العامية التي دائما ما الجأ لها كي أهرب من الواقع الإفتراضى الذي صرنا نعيشه بفعل سطوة الحياة علينا.

ووقعت عيني علي قصيدة بعنوان «الشوارع حواديت» للأستاذ صلاح جاهين يقول مطلعها (الشوارع حواديت.. حوادية الحب فيها.. وحوداية عفاريت.. اسمعي يا حلوة لما اضحكك.. الشارع دا كنا ساكنين فيه زمان.. كل يوم يضيق زيادة عن ما كان.. اصبح الآن بعد ما كبرنا عليه.. زي بطن الأم ما لناش فيه مكان).

وحضرت الفكرة بعد أن قرأت هذه الجمل «الطيبة» التي بدأت بعدها في البحث عن شعراء العامية حاليا وما الذي يخرجه الشارع لنا الأن.. وكانت الصدمة في أن الشارع المصري لم يعد ينجب لنا شعراء العامية أو «الشاعر الشوارعي» الذي كان لكلماتهم تأثيرا كبيرا في كافة المواقف التي مر بها الأجيال السابقة.

وظننت في بداية بحثي أن هناك عدد من شعراء العامية الجدد الذي كان للشارع دوراً في موهبتهم، ولكني اكتشفت أن الشوارع قد أغلقتوتحولت إلي شاشات صغيرة يختبئ خلفها انواع كثيرة من البشر، فلم يعد هناك أبنودي أو نجم أو حجاب أو جاهين، أعتقد أن السبب في هذا الأمر هو التطور التكنولوجي الذي أدركت أن تأثيره السلبي علينا أكبر من تأثيره الإيجابي الذي يحاول الكثيرين إقناعنا به.

وتذكرت العديد من لقاءات شعراء الشارع وهم يتحدثون عن المواقف التي عاشوها وتعرضوا لها طوال حياتهم والتي كانت سببا في تنمية موهبة الشعر عندهم حتي أخر أيام حياتهم، وقارنت بما يعيشه الشباب حاليا مع التطور التكنولوجي وعدم أندماجهم في الحياة العادية وتأكدت أن الشعر العامي الذي أستمعنا له طوال العقود الماضية لن يضاف إليه أي جديد، وأتمني ظنى أن يخيب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock