رأيك

«كلاكيت».. فايزة هنداوي تكتب: بريق عينيه

 عندما شاهدت محسن محيي الدين، في فيلم «صاحب المقام»، الذي عُرض مؤخرًا على منصة شاهد، بحثت عن بريق عينيه الذي كان يتلألأ في أعمالة القديمة.

فلم أجد هذه اللمعة التي كانت تنم عن شغف وحب للسينما وموهبة كبيرة وممثل قدير قال عنه يوسف شاهين يومًا إنه «أحسن ممثل في العالم»، بالتأكيد كان جو يبالغ لكننا بالفعل كنا أمام ممثل موهوب كان يمكن أن يكن له شأن عظيم في مجال التمثيل.

لكن محسن محيي الدين لم يعد هو نفسه بعد أن إعتزل التمثيل وخاض حياته العملية بعيدًا عن كل أشكال الفنون التي حرم منها، لدرجة أنه قرر عدم حضور جنازة  أي شخص من الوسط الفني كما قال بنفسه مبررًا عدم حضور جنازة يوسف شاهين، الذي صرح بأمنيته أن يحضر محسن محيي الدين جنازته حيث كان يقول عنه إنه يشبهه أكثر من نفسه.

وبعد غياب طويل عاد محسن محيي الدين للتمثيل منذ عدة سنوات، ولكن بعد أن انطفأت موهبته، فالموهبة  ليست قادرة على الحياة بمفردها بل هي مثل النبتة التي تحتاج إلي ظروف ملائمة لتبقى حية وتنمو من بينها الثقافة والخبرة والتدريب والممارسة والنظرة للحياة وطبيعة الحياة نفسها.

كل هذه الظروف التي كانت متوفرة لمحسن محيي الدين في بداياته القوية كانت تنعكس على موهبته وأدائه الفني ولمعة عينيه التي كنا نشاهدها في جميع أعماله، وخاصة «إسكندرية ليه»، الذي قدم فيه شخصية الشاب العاشق للفن الذي لا يقبل التخلي عن هذا الحلم مما يجعل أسرته تفعل كل ما في وسعها حتى بتحقق حلمه بالسفر للخارج لدراسة الفن.

 لكن هذا الشاب العاشق للفن، تغير بعد ذلك، ووقع تحت تأثير القوى الظلامية، ولم يعد ينظر للفن بنفس نظرة التقديس والإجلال، وعندما قرر العودة، عاد بلا بريق عينيه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock